السؤال
السلام عليكم ورحمة وبركاته.
أشكركم أولا: على مساعدة الناس، جعله الله فى ميزان حسناتكم.
مشكلتى: أبلغ من العمر 18 سنة، وقد أكملت والحمد لله الثانوية العامة، ولكنني شبه مدمر نفسيا لأسباب كثيرة، منها: أنني أحس أني غريب عن عائلتي, مع العلم أن عائلتي والحمد لله ملتزمة، وقد تربينا على الخلق، ولكني في هذا السن، أصبحت أعي كثيرا من الأمور وتغيرت عندي الكثير من الأشياء.
ولكن عائلتي قد توقف بهم الزمن عند العاشرة من عمري، فهم يعاملونني كأنني طفل ولا يعون التغيرات التي أصابتني، وسوف أضرب لكم بعض الأمثلة من تصرفاتهم.
أولا: عندما أخرج إلى أي مكان، يريدون معرفة المكان وعدد الأصدقاء وأسمائهم وأرقام التليفونات، ويريدون أن يعرفوا ماذا سوف أفعل هناك وهكذا؟!! أنا لا أمانع أن أقول لهم: أنا ذاهب إلى مكان كذا فقط, مع العلم أنني قلت لهم أنني لا أصاحب إلا أصدقاء على خلق! فلماذا يريدون أن يعرفوا كل شيء عن أصحابي؟ أسمائهم وأرقام تليفوناتهم، ومكان إقامتهم وهذه أمور لا تعنيهم أبدا.
وقد أعطيتهم نبذة قبل ذلك عن بعض أصدقائي وماذا يفعلون وأسمائهم، ولكن هم يريدون أن أقول لهم جميع هذه المعلومات في كل مرة أخرج فيها.
المثال الثاني هو: أنهم يحسبون أنهم أدرى بكل شيء مني لأنهم أكبر سنا، وقد عاشوا ومروا بتجارب كثيرة فى الحياة!! وهذا مزعج جدا لي؛ لأنهم لا يسمعون رأيي، وأبي دائم الإزعاج لي بطريقة أنه يضرب المثل عندما كان في سني، ويقول لي: عندما كنت في سنك كنت أفعل كذا وكذا وكذا، ويقول: أنني لا أعرف أن أعمل أي شيء!!
أما والدتي فهي تشجعني ولكن هنا تكمن هذه الجملة التى كتبتها في أول الحديث (أحس أني غريب عنهم) لأن ثقافتي غير ثقافتهم ولا أقول أنهم غير متعلمين أو شيء من هذا بل هم خريجو جامعات وأذكياء جدا والحمد لله، ولكن تغير العصر الذي كان يعيشون فيه, فأنا والحمد لله متميز فى مجال علوم الحاسب، ومتفوق دراسيا، وأحب العمل على الحاسوب جدا، مما أدى إلى تعمقي فى بعض العلوم وأصبح العلم هو وجهتي في الحياة، وقرأت الكثير من الكتب ولذلك عندما أحدث أسرتي أحس أنهم لا يفهمونني على الإطلاق، وأحس أنني لا أستطيع التواصل معهم، مما يؤدي إلى الاكتئاب النفسى!!
أنا لا أعرف ماذا أفعل؟ يعلم الله أني حاولت أن أتكلم معهم كثيرا، فأبي لا يسمعني ودائم العصبية في الحديث, وأمي تجلس أمامي وبعد أن أنتهي من حديثي تذهب, وكل الكلام الذى قلته ذهب هباء!!! فهي تسمعني من أذنها ولا تعي ماذا أقول أو حتى تركز على كلامي؟
أنا آسف جدا على الإطالة، مع العلم أنه يوجد مشاكل أخرى تقتحم حياتي، ولكن لا أريد أن أطيل عليكم، وأشكركم على قراءة السؤال ومساعدتي, فأنتم آخر أمل لي -بعد الله تعالى- ويعلم الله أن حياتي قربت من الدمار، فأنا أفقد الثقة في نفسي، وكل العزم الذي كنت أبنيه للعلم والمرحلة القادمة شارف على الانتهاء.
وجزاكم الله خيراً.