الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أستطيع النوم بسبب التفكير، أرجو نصحكم.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أريد أن أرتاح من التفكير، فمنذ أن علمت بمرض زوجي بأنه مصاب بسرطان الدم؛ وأنا لا أستطيع النوم، وأشعر بأني أفقده في كل يوم!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الأميرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك - أختي الكريمة - في استشارات الشبكة الإسلامية، ونسأل الله تعالى الشافي الكافي المعافي أن يشفي زوجك ويمتعه بالصحة والعافية.

الحمد لله أنك من الزوجات المخلصات اللائي يشعرن بما يشعر به أزواجهن، ويتألمن لما يؤلم أزواجهن، فهذه مشاعر نبيلة وقيمة، وهكذا ينبغي أن تكون الزوجة الصالحة في التراحم والتعاضد والتكاتف، ونصيحتنا لك:

أولاً: ينبغي أن تذكري نفسك دائماً أن بأن الإصابة بالسرطان بلاء وامتحان من المولى عزَ وجل، وليس لأحد يد في ذلك، فأنت لست السبب في إصابة زوجك، ولا هو تمنى ذلك، فالرضا والتسليم والصبر من العوامل الأساسية التي تساعدك في التغلب على الأفكار السلبية.

ثانيا: كوني متفائلة دائماً، وأبعدي الأفكار التشاؤمية، وثقي بالله تعالى، فهو الشافي والكافي والمعافي.

ثالثا: الزمي الدعاء فإنه يرفع البلاء، وكم من مريض أصيب بمرض السرطان، وبأمراض أخرى أشد من السرطان، وشفاهم الله، وتذكري أن لكل منا أجل لا يتقدم ولا يتأخر بمرض أو بغيرة فيموت الإنسان، لأنها سنة الله في خلقه، وهناك العديد من القصص الواقعية التي تحكي عن موت الطبيب المعالج قبل المريض، وكانوا أصًح من مرضاهم.

رابعا: نريدك أن تكوني داعمة لزوجك، مبشرة ًله، يرى في وجهك علامات التفاؤل والأمل، فهذا ينعكس إيجابياً على صحته، ويقوي جهاز مناعته، ويعجل بالشفاء - إن شاء الله -.

أما إذا رأى أو شعر بخوفك وقلقك؛ فسيتأثر بذلك، وبالتالي ينعكس سلباً على صحته.

خامسا: فكري في الجانب المشرق، وأن الله تعالى معه دائماً، كما جاء في الحديث القدسي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه -، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قَالَ: " يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: يَا ابْنَ آدَمَ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي. قَالَ: يَا رَبِّ، كَيْفَ أَعُودُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعِزَّةِ؟ فَيَقُولُ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلانًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ، وَلَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ؟ وَيَقُولُ: يَا ابْنَ آدَمَ، اسْتَطْعَمْتُكَ فَلَمْ تُطْعِمْنِي. فَيَقُولُ: كَيْفَ أُطْعِمُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعِزَّةِ؟ فَيَقُولُ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلانًا اسْتَطْعَمَكَ فَلَمْ تُطْعِمْهُ، أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ أَطْعَمْتَهُ لَوَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي؟ وَيَقُولُ: يَا ابْنَ آدَمَ اسْتَسْقَيْتُكَ فَلَمْ تَسْقِنِي. فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ، وَكَيْفَ أَسْقِيكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعِزَّةِ؟ فَيَقُولُ: أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلانًا اسْتَسْقَاكَ فَلَمْ تَسْقِهِ، وَلَوْ سَقَيْتَهُ لَوَجَدْتَ ذَلِكَ عِنْدِي؟ ".

وللتغلب على الأرق أو عدم النوم:
يمكنك تطبيق تمارين الاسترخاء قبل النوم، فهي - إن شاء الله - ستساعدك كثيراً، ولمعرفة الخطوات، يمكنك الإطلاع على الاستشارة رقم:2136015.

نسأل الله الصحة والعافية لك ولزوجك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً