الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجتي حامل وتشكو من ألم خفيف في المعدة يشتد أحيانا، هل هذا طبيعي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

أنا متزوج منذ سنتين، ومنّ الله علينا بالحمل الأول، وزوجتي الآن في بداية الشهر الثالث، علماً أن فصيلة دمي A+، وفصيلة دمها A-، أخبرتني أنها تشك بأنها كانت حاملا، وأجهضت قبل هذا الحمل بفترة، لكنها غير متأكدة ظناً منها أنه ألم دورة؛ حيث كانت دورتها غير منتظمة لوجود تكيسات.

سؤالي:

1- إذا كان إجهاض، وهي لم تأخذ حقنة Anti D هل ذلك يؤثر على الحمل الحالي، وهل تظهر أجسام مضادة عند التحليل، وفي أي شهر من المفترض أن نعمل التحليل وتأخذ الإبرة؟

2- هل من الصحيح أخذ الإبرة المذكورة مرتين في الشهر السابع، وعند الولادة؟

3- حالياً زوجتي تتناول مثبت الحمل دوفاستون + حمض الفوليك هل هي أدوية ناجعة؟

4- تشكو دائماً في هذه الفترة من ألم خفيف في المعدة يشتد أحيانا، فهل هذا طبيعي، وهل من نصائح عامة في هذه المرحلة (نوعية الطعام- شراب- رياضة)؟

شاكرين لكم سعة صدركم، وبارك الله فيكم سلفاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن احتمال حدوث تحسس خلال كل فترة الحمل في حال كان الزوج إيجابي RH والأم سلبية الـ RH هو احتمال ضعيف جدا، فهو لا يتجاوز 1% فقط، فأغلب حالات التحسس التي تحدث بسبب تنافر عامل الـ RH تحدث وقت الولادة؛ وذلك بسبب انفتاح الأوعية الدموية الوالدية (عند انفصال المشيمة) ودخول دم الجنين إلى دم الأم، وهنا تصل نسبة حدوث التحسس عند الأم إلى15%.

ولذلك حتى لو افترضنا بأن زوجتك كانت حاملا، وحدث عندها إجهاض مبكر، فإن احتمال أن يكون قد حدث تحسس لديها هو احتمال ضعيف جدا، لا يتجاوز 1% فقط.

ويسهل اكتشاف هذا الشيء الآن عن طريق عمل تحليل الـ ANTI BODY SCREEN فإن كان التحليل سلبيا، فمعنى ذلك أنه ليس لدى زوجتك أي تحسس، ويجب أن يعاد التحليل ثانية عندما يبلغ الحمل 20 أسبوعا، و 24 أسبوعا، و 28 أسبوعا، فإن بقي سلبيا، فيجب إعطاؤها إبرة تسمى ANTI-D-SERUM ولا حاجة بعد ذلك لإعادة هذا التحليل.

لكن بعد الولادة يجب أن تأخذ هذه الإبرة مرة ثانية، بمعنى أنه من الضروري أن تأخذ الإبرتين مرة في الشهر السابع، ومرة بعد الولادة، فهذه الطريقة هي أفضل طريقة بين أيدينا لحماية الحمل القادم من التحسس -إن شاء الله-.

وبالنسبة للمثبتات: لا يوجد إجماع طبي على فائدتها، فالبعض يرى أنها قد تفيد، والبعض الآخر يرى العكس، ويمكن لزوجتك تناولها بدون خوف، فإن لم تقدم لها فائدة، فإنها لن تضرها -إن شاء الله-.

أما الفوليك آسيد: فهو دواء ممتاز للحامل، وكل الدراسات أجمعت وتجمع على ذلك، ولقد ثبت بما لا يدع مجالا للشك بأن الفوليك آسيد يقي من بعض التشوهات عند الجنين، خصوصا في الجهاز العصبي، وفي الغرب أصبح يضاف إلى الخبز وحبوب الإفطار بشكل روتيني ليتم التأكد من أن الجميع يأخذ حاجته منه.

وألم المعدة الخفيف في الحمل هو أمر طبيعي, وسببه ارتخاء معصرة الفؤاد؛ بسبب تأثير هرمونات الحمل، مما يؤدي إلى حدوث ارتجاع للطعام والشعور بالحموضة، وهذا ما يسبب تشنجات وآلام في المعدة، ويمكن التعامل مع هذه الشكوى بتناول وجبات صغيرة ومتعددة، مع التقليل من الأطعمة الدهنية والحارقة، والتي تحتوي على الكثير من البهارات.

وعلى السيدة الحامل أن تتناول ما اعتادت على تناوله من سعرات حرارية قبل الحمل، مع إضافة 500 -600 سعرة إضافية يوميا إلى ذلك، من أجل تأمين حاجات الحمل.

فإن كانت تتناول مثلا 2000 سعرة في اليوم قبل الحمل، فيجب أن تجعلها 2500-2600، فبهذه الطريقة سيزداد وزنها بشكل طبيعي ومقبول، والزيادة الطبيعي في الحمل هي:

1- في فترة الثلاثة أشهر الأولى من الحمل: تكون بحدود 1-1.5 باوند.

2- في الثلاثة أشهر الوسطى من الحمل: من 0.5 إلى 0.75 باوند.

3- في الثلاثة أشهر الأخيرة: من 0.75 إلى 1 باوند.

والباوند الواحد يعادل 16 أونصة أو تقريبا 450 غرام.

ويجب أن تتناول الحامل يوميا:

(3) حصص من اللحوم، ومثال على الحصة: قطعة من السمك أو اللحم أو الدجاج بحجم راحة اليد.

(3) حصص من الحليب ومشتقاته، ومثال على الحصة: كوب حليب أو لبن.

(9) حصص من الكربوهيدارت المركبة، ومثال على الحصة: شريحة من خبز التوست، نصف كوب من الأرز المطبوخ أو المعكرونة.

(4) حصص من الخضروات، ومثال على الحصة: كوب من السلطة.

(3) حصص من الفاكهة ومثال على الحصة: تفاحة بحجم متوسط، أو نصف كوب من العصير.

وننصح الحامل بتقليل تناول (الكافيين)، ويسمح بمقدار (200 ملغ) كحد أقصى من الكافيين في اليوم الواحد، وهو ما يعادل 3 فناجين من القهوة التركية، أو كوبين من القهوة الأمريكية.

وتنصح الحامل بالابتعاد عن الأماكن المزدحمة بالأطفال، كالحضانات لتفادي انتقال بعض الأمراض التي تنتشر بين الأطفال، والتي قد تؤثر على الحمل -لا قدر الله-، وأهمها الفيروس المضخم للخلايا، وجدري الماء.

نسأل الله العلي القدير أن يتم لزوجتك الحمل على خير، وأن يرزقك بما تقر به عينك عما قريب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً