الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشم رائحة ما أتخيله، فهل هذه هلوسة أو وسوسة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة عمري 22 سنة.

سمعت عن موضوع (الهلوسة الشمية)، وبعدها بدأت عندي مرحلة الوسوسة بوجود روائح، مثلا: أتخيل لحماً مشوياً فأشم رائحته بالفعل، وأتخيل المزروعات فأجد رائحتها في أنفي، كذلك عندما يرغب والدي بالتدخين، أشم رائحة السجائر قبل أن يشعلها، وأحيانا لا أجد للرائحة مصدراً، فأشعر بالخوف، ويحدث هذا الأمر غالباً عندما أكون في الشارع، أو في مكان عام.

سؤالي: هل هذا يدخل في إطار الهلوسة أو الوسوسة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ majd حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نعم وبكل تأكيد هذا يدخل في نطاق الوساوس، فأنت سمعتِ عن موضوع الهلاوس الشمّية، ولا شك أن هذا موضوع مُثير ويحرك الفضول عند الإنسان، وبما أن طبيعة الإنسان هي استكشافية للأمور المثيرة، فمن هنا بدأت نفسك ووجدانك يتكشف أكثر عن هذه الهلاوس الشمّية، ومن ثم أصبحت تدققين وتسعين دائمًا للتأكد حول الروائح وشمّها، مما ألصق في مخيلتك هذا المنهج، أو الطريق الوسواسي الذي أصبح ملازماً لك، للتأكد من طبيعة الروائح.

هذه وسوسة ولا شك في ذلك، فأرجو أن تحقّري هذا التفكير تمامًا، وألا تهتمي به، وأن تصرفي انتباهك عنه، ويمكنك أيضاً أن تطبقي تمارين سلوكية، تسمى: بالتمارين المنفرة أو المقززة، مثلاً: تخيلي أنك تريدين أن تشمي رائحة معينة لطعام معين، وبعد أن تسترسلي في الخيال وتصل الوساوس لقمتها، قومي بالضرب على يدك بقوة وشدة، حتى تحسين بالألم، والهدف هو أن إيقاع الألم على النفس ينفّر الوسواس، يفتت الوسواس، يضعفه، وهذا يسمى: (فك الارتباط الشرطي).

عمومًا هذا التمرين السلوكي ليس بهذه البساطة، فهو يتطلب استعداداً نفسياً، وحالة من الاسترخاء، وقناعة بفعالية هذا التمرين السلوكي، وأن يُكرر التمرين أكثر من مرة.

الوساوس حين تكون عالقة ومشتدة ومعطلة لحياة الإنسان؛ هنا يكون العلاج الدوائي مهماً وضرورياً، لكن لا أرى أن حالتك في هذه المرحلة تتطلب أي علاج دوائي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً