السؤال
السلام عليكم
مشكلتي أي شيء يزعجني أقوله، وإذا رأيت أي تصرف خطأ أصارح صاحبه حتى لو كنت أعرف أن هذا الكلام يغضبه مني، ولا أتصرف بهذا الأسلوب إلا مع الناس المقربين مني كثيرا، والمشكلة الأكبر عندما أغضب أركز على تقصير الشخص اتجاهي وعيوبه، وأنسى مواقفه وحسناته، وسرعان ما أصدر القرار بأني أريد أن أخرجه من حياتي وأقاطعه للأبد، ولكن بعد بضعة أيام أندم وأعتذر، وأعد بأن لا أرجع لهذا التصرف، ولكني أعود له عندما يخطئ الشخص في حقي، وأذكر للشخص كامل عيوبه وسلبياته بالتفصيل وبأسلوب جارح وحاد، وعجولة في اتخاذ أي قرار.
والآن أنا حزينة جدا وتائبة من تصرفي، ودعيت ربي كثيرا بأن يخرج مني هذا العيب، لا أعرف كيف أتخلص منه، وما جعلني أنتبه لتصرفي أنني خسرت أقرب صديقة لدي، اعتذرت منها كثيرا ولم تسامحني، لأنها سامحتني سابقا، وقالت: أنه يجب أن أعطيها وقتا وسوف ترجع لي بنفسها، والسبب هو أني أرسلت لها رسالة نصية بالهاتف بها لوم وعتاب، وأخبرتها بعيوبها مع أنها لا تحب النقد أبدا حتى لو كان صحيحا، وتحب المدح كثيرا حتى لو كان كذبا، وأنا انتقدتها بالتفصيل في الرسالة، وكان هدفي بأن تصلح عيوبها، مشكلتي عندما أغضب منها أو أشعر بتقصير منها، أمسك الهاتف وأرسل لها رسالة عتاب شديد، وأفضل أن أرسل بالهاتف لأني أستطيع تجميع كل ما أقوله أكثر من إذا قابلتها وجها لوجه، أو اتصلت بها، وهذا هو العيب الذي تكرهه في، وأنا أكرهه في نفسي.
غضبت من ردة فعلها ورفضها لاعتذاري، مقابل أني أسامحها عندما تخطئ بحقي، وكنت أقرب لها من الأخت، وكنت لها الصديقة الوفية التي لا ترد لها طلبا، مشكلتها مهملة بدرجة فظيعة ولا تبادلني ذات الاهتمام، عند دخول أي صديقة جديدة لحياتها يقل سؤالها عني، ولا تكترث لأمري، الحياة في نظرها مظاهر حتى لو كلفها الأمر وضع نفسها في ديون مالية، تحب أن أسأل عنها ولا تبادل بذات العطاء، مع العلم بأنها تكبرني بأربع سنوات، حلمها الكبير الذي تسعى له الآن هو اقتناء سيارة باهظة الثمن.
لا تهمها العلاقات بين الناس، ولا تهتم حتى في عملها، وطباعي عكس طباعها، وتفكيري أكبر من تفكيرها، واتكالية بدرجة كبيرة في أغلب التزاماتها، دخلت معها في مشروع بسيط ولم تساعدني إلا بدفع المال، لا تسأل عن أي شيء، رمت بالحمل فوق ظهري كله وخسرنا المشروع، ولكني صبرت عليها وتحملتها، وبدل بأن تساندني كانت تحرضني لأبيع المشروع، وليس لديها مشكلة بأن تخسر، وليس لديها مشكلة بأن يصبح في عاتقها دين مالي، لا أريد أن أخسرها لأنها أصبحت قريبة مني لدرجة الأخت، ولكن لم تقبل اعتذاري المتكرر، ولم أجد إلا الانسحاب بكرامتي.
لا أعرف كيف أتخلص من عيوبي، أخاف إن تبت أن أرجع للطبع نفسه، أتمنى مساعدتي، كيف أستقيم في طباعي؟ وكيف أرجع صديقتي وأحافظ على صداقتنا للأبد؟ وكيف الطريقة لأتخلص من هذه الطباع السيئة والعصبية في اتخاذ القرارات القاسية؟
ولكم خالص الشكر.