السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا فتاة أبلغ من العمر 21 عاماً، أعاني من حالة مزاجية مُتقلبة يأس، وحزن، وغضب، وبكاء هستيري، خصوصاً خلال اليومين السابقين، أدرس الصيدلة الإكلينيكية، مُغتربة، وأعيش منذ أربع سنوات بعيدة عن أهلي، مهتمة بشكل كبير بالأوضاع الاجتماعية، والسياسية حولي، وهذا أكثر ما يزيد حالتي سوءاً يوماً بعد يوم، إلى جانب كثرة التفكير في كل شيء.
منذ فترة قصيرة صرتُ أدخل في نوبة بكاء عارمة كلما آويت إلى الفراش قد تمتد إلى ساعات الصباح الأولى، أتأثر لأي مشهدٍ قد يُثير عاطفتي، وأبكي من دون وعي حتى لو لم أكن بمفردي! إن شاهدت صورة لطفل مشرد أو يتيم ، صورة لفقير أو شهيد، أو كلما تذكرت مظلومين يقبعون في المعتقلات منذ أشهر لا يعلم حالهم إلا الله، كلما مر بخاطري صورة صديقتي المُعتقلة ظلماً وجوراً، أنا أكره الظلم، أكره مجرد التفكير في فكرة أنهُ أصبح أمراً واقعاً لا مناص مِنه، بل وهناك من يبرر ويصفق له، وأكرهُ عجزي عن فعل أي شيء!
إلى جانب أنني أشعر دوماً بقرب الموت، ليس موتي فقط، بل موت من أحبهم، أشعر أنني سأستيقظُ يوماً على خبر رحيل أحد أفراد أسرتي، أجهش بالبكاء كلما مرت ببالي فكرة كهذه وأتألم كثيراً، حتى أصبحت هاجساً نفسياً صعباً، أنا لا أفهم الموت، ولا أفهم كيف ماتت جدتي منذ 7 أشهر فجأة، وكيف أنها لن تعود أبداً!
مؤخراً صرتُ أدعوا الله في صلاتي بأن يعجِل لي بلُقياه، بعد أن أصبحت أفكر ملياً في جدوى الحياة التي أعيشها، فأنا لست إلا مجرد رقم آخر يضاف إلى تعداد الأحياء في عالم "مشوَّة"، ألُح في الدعاء أحياناً، ولكني في قرارة نفسي أخاف! أخاف من تقصيري من ذنوب ارتكبتها لا يعلمها إلا هو.
أنا مُعذبة، أعلم أن الدنيا لا تستقيم لأحد، وأنه لا عيش إلا عيش الآخرة، لكن التفكير أرهقني، ولا أعلم في أي اتجاه أنا سائرة! دُلني أرجوك.
أعتذر إن كان بوحي مُبعثراً ومطولا رُغم محاولتي الاقتضاب.
جزاك الله خَيراً.