السؤال
ما هي الشروط التي يلزم توفرها في الزوج؟ وهل الميل له والارتياح يعتبر عنصراً مهماً للموافقة بعد صلاة الاستخارة؟
ما هي الشروط التي يلزم توفرها في الزوج؟ وهل الميل له والارتياح يعتبر عنصراً مهماً للموافقة بعد صلاة الاستخارة؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونؤكد لك ولبناتنا أن الشروط الأساسية التي يجب أن تتوفر في الرجل الصالح الذي يصلح أن يكون زوجًا للمؤمنة، هي: أن يكون صاحب دين، وصاحب خلق حسن، لقول النبي -عليه الصلاة والسلام-: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه – دينه وأمانته – فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض).
صلاح الدين هو الأساس، والأخلاق أيضًا هي أساسية جدًّا؛ لأن المرأة لا تستفيد من الرجل صاحب الدين إلا إذا كان عنده خلق، والأخلاق لا تنفصل عن الدين، ولكن قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (من ترضون دينه وخلقه) فيه تركيز على الأخلاق؛ لأنه لا يتصور وجود دين بدون خلق، ومع ذلك قال: (دينه وخلقه) كأنه يقول: من ترضون خلقه، ودينه وخلقه فزوجوه.
ثم بعد ذلك تأتي بقية الشروط، وهي: أن يكون عنده قدرة على تحمل المسؤولية، أن يكون بارًا بوالديه، أن يكون عنده وجاهة وحضور ومشاركة في المجتمع، أن يكون عفيفًا في ألفاظه، إلى غير ذلك، مما يمكن أن يندرج تحت حسن الخلق.
بعد أن تتوفر هذه الشروط طبعًا من حق الفتاة أن تنظر إلى خاطبها، ومن حقه أن ينظر إليها، في حضور محرم من محارمها، فإذا حصل بعد هذا النظر الشرعي الارتياح والانشراح فإنا لا نملك إلا أن نقول: (الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف) ولا نملك إلا أن نقول: (لم يُرَ للمتحابين مثل النكاح).
نسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير، وأن يلهمك السداد والرشاد، وأن يرزقك الزوج الصالح، وأن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.
والله الموفق.