السؤال
السلام عليكم
طرحت على حضرتكم منذ عدة شهور سؤالاً، وأجابني الدكتور محمد عبد العليم عليه، ولا أستطيع أن أصف مدى التأثير الإيجابي الذي تركه ردكم عليّ.
حاولت رغم صعوبة الأمر الاختلاط قدر الإمكان بالآخرين والبحث عمن يتقبلني وأتقبله، صادقت عددًا من زملائي، وأصبحت أخرج معهم من وقت لآخر، شعوري بالغربة والوحدة قل بشكل ملحوظ، استمررت في تناول الفلوزاك لمدة حوالي شهرين، ثم توقفت عنه عندما شعرت بأن حالتي بدأت في التحسن.
حاليًا لدي مشكلتين أود طرحها عليك:
الأولى: لا أستطيع إطلاقا التوقف عن القلق الشديد حول مستقبلي، رغم أني مجتهد في دراستي ومستواي العلمي جيد، إلا أني لا أتوقف عن مقارنة نفسي بالآخرين والتخوف مما سيكون عليه حالي بعد عدة سنين، وهل سأكون الأفضل أم سيتفوق عليّ فلان.
هذا الأمر يحدث بقوة أيضا في الامتحانات، فتقريبًا 40% من وقتي أضيعه في التفكير في امتحاناتي الماضية، وهل سأنجح أم لا؟ وإن كنت متأكدًا من النجاح أبدأ في التفكير، هل سأحصل على تقدير مرتفع، أم منخفض؟ وإن كنت متوقعًا الحصول على تقدير مرتفع أنشغل في مقارنات بيني وبين زملائي، وهكذا، هذه الأفكار لا تتوقف، حتى في وقت الامتحان ذاته أنشغل بقوة بزملائي، وأقلق عندما أجدهم قد انتهوا مبكرًا من الحل، بينما يظل أمامي عدة أسئلة لم أستطع حلها، أو عندما أجدهم منهمكين في الحل.
ودائما في النهاية عندما تظهر نتيجتي مثلا أجد أن مخاوفي لم تكن مبررة على الإطلاق، وأني قد أضعت وقتي وجهدي وسعادتي في أفكار تافهة، لكن لا أستطيع إقناع نفسي بهذا إطلاقًا مهما حاولت.
كلما أوقفت نفسي عن هذه الافكار، أجد نفسي بعد فترة قصيرة قد عدت للتفكير فيها مجددًا، وللأسف هذه الحالة لا تقتصر فقط على فترة الامتحانات، بل تواجهني كل يوم.
هذا الحسد الشديد والرغبة في أن أكون الأفضل دائمًا تبقيني في حالة اكتئاب وقلق مستمرة، ليس فقط؛ لأنها أمور مقلقة، لكن أيضًا لأنها تشعرني بالاحتقار لنفسي حيث إني لا أستطيع التوقف عن استيراد هذه الأفكار الطفولية في رأسي.
المشكلة الثانية:
ذكرت جزءًا منها في المشكلة الأولى، ولكني سأذكرها بالتفصيل أكثر، عندما أكون في مسابقة، أو امتحان وأشعر بعدم قدرتي على حل سؤال، أو ورود سؤال غير متوقع، أبدأ في حالة ارتباك وخوف شديد تصل لدرجة أني أبدأ في الشعور برغبة شديدة في النوم (ربما أكون اقتربت من الإغماء)، وأصاب بالتعرق والجفاف والتنميل، مما يجعلني أجد صعوبة شديدة في إنجاز أي شيء، أبدأ أيضًا بالارتجاف والشعور بالصدمة، ثم أستمر في السرحان لفترات طويلة، هذه الأمور يلاحظها حتى أصدقائي.
أقلق بشدة أن الأمور لن تكون على ما يرام، أقلق جدًا من نظرة الناس لي إن فشلت، أقلق حتى من نظرتي لنفسي إن فشلت، أقلق من الفشل، وتفوق الآخرين عليّ، ودائمًا ما أترجم فشلي لضعف في تفكيري، وذكائي، وتزيد تخوفاتي، وقلقي حول مستقبلي؛ لذلك أصبحت أتجنب المنافسة في أي مسابقة رغم أني أعلم أنها ستعود عليّ بمنفعة كبيرة.
وجدت مشاكل سابقة قد أجبتم عليها وشعرت أن بها بعض ما أنا فيه، ووصفتم لها دواء الفافرين، وبما أنه متوفر لديّ بدأت في تناوله منذ أيام بجرعة 50mg، هل تقترح عليّ الاستمرار عليه، وإن كان مناسبّا، فهل الجرعة كافية؟
وشكرًا جزيلاً.