السؤال
تحية طيبة وبعد:
أنا شاب متزوج منذ عامين، وأبلغ من العمر 30 عامًا، وزوجتي تصغرني بعامين، ولدينا ابنة تبلغ من العمر سنة واحدة.
أنا وزوجتي نعمل في نفس المكان، وكل منا له راتبه، أتيحت لي فرصة السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية لأبدأ في مرحلة الدراسات العليا، وبالطبع ذهبت معي زوجتي، وعلى عكس الحياة قبل السفر، والتي كانت ميسورة، ولم نكن قط نحتاج لأي شيء؛ لأن راتبي كان كافيًا وبزيادة، بالإضافة إلى أن راتبها كان لها مطلق الحرية فيه لتنفقه كيفما تشاء، ولكن بعد السفر تغير الحال نظرًا لغلو المعيشة، ولم يعد هناك غير راتبي، والذي يكفي بالكاد، ويحتاج تدبر وحرص في النفقة حتى يكفي معيشتنا.
للأسف أنا وزوجتي ليست حياتنا تامة الهدوء، وإنما يشوبها الكثير من الخلافات، وتتمحور أساسها حول اهتمامي الزائد والتدقيق في كل شيء، والإتقان والإحسان في كل تعاملاتنا (الحفاظ على كل ما في البيت ليستمر أكبر فترة ممكنة، الاقتصاد في الاحتياجات، وإشباع الرغبات تدريجيًا دون إسراف، القناعة بما هو متاح، والصبر للحصول على الفرص الأفضل)، وغيرها من الرؤى العميقة في مناحي الحياة، ولكن زوجتي للأسف لها اتجاه آخر، وهو عدم المبالاة، والإنفاق الذي يصل إلى التبذير من وجهة نظري عملاً بمبدأ (اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب)، وعدم الاهتمام بالحفاظ على ما نمتلكه، وبالتالي تحدث خلافات كثيرة بيننا رغبة مني في (((إثناءها))) تارة بالتحفيز، وتارة بالمشاجرة والخلاف.
وإحقاقا للحق، لزوجتي محاسن عديدة، فهي تحافظ على نظافة البيت الظاهرية، وتخدمني في المأكل والمشرب والمغسل وتربية البنت، وهي مطيعة، وتحاول أن تستجيب لطلباتي (الكثيرة)، ويسقط منها أيضًا الكثير، وأنا لست ملاكًا، وأتمتع أيضًا بعديد من السلبيات أهمها: الغضب الشديد، وعدم القدرة على الصمت على الأخطاء من وجهة نظري حتى لو كانت صغيرة.
ونظرًا لرغبتي في أن نعيش حياتنا مستقلين؛ فأنا دائم الرغبة في الإحساس برضاها بالعيش معي على قدر قدرتي، وأن ترضى بهذا، ولكن لزوجتي والد أنعم الله عليه بالثروة، وهو يرغب في إرسال الأموال لها لكي تساعدنا على ظروف الحياة (والحياة هنا في المتناول، ولكن بدون رغد)، وأنا أرفض بالطبع، فهل لي أن أتركها تحصل على هذه النقود، أم أرفضها؟
علمًا بأنني لن أقبل بصرفها على أمور حياتنا، ولكنني أنظر بعين أخرى، وهي هل أقبل أن تأخذ هذه النقود بمنطق تسهيل حياتها ورغدها، وأن تنفقها على ما تحب؟ ولكنني هنا أنظر إلى نقطة أخرى، وهي أن هذه النقود قد تجعلها تنفق بلا حساب، وتصل لمراحل من البذخ والتبذير من وجهة نظري؛ لذا فهل لي التحكم فيما تصرف من أموالها الخاصة بهدف الترشيد؟ الأمر معقد حقا بالنسبة لي.
وتظهر نقطة أخرى في الأفق، وهي أن هناك شبهات في أموال والدها، ولكنني لا أستطيع أن أجزم بذلك، وليس لدي اليقين من هذا الادعاء ولكنها أقاويل.
ان الأمر معقد ومتشابك في ذهني، فهل لكم أن تنصحوني بالتصرف الرشيد بما فيه رضى الله؟
ولكي أوجز يمكن تجميع النقاط في الآتي:
هل لي أن أقبل نقودًا من والدها؟ علمًا بأن حياتنا يمكن لها أن تستقيم بسهولة، ولكن بدون ترف؟
هل أتركها تأخذ النقود، أم أنها الآن مسئوليتها عليّ، ويجب أن تكيف نفسها على قدراتي؟
هل لي أن أتحكم فيما تنفق بهدف الترشيد وعدم البذخ، أم أنه تسلط مني عليها؟ علما بأنها شديدة الإنفاق إذا أتيحت لها الفرصة.
ولكم جزيل الشكر والتقدير.