السؤال
السلام عليكم ورحمة الله
أولا: أتقدم بجزيل الشكر والتقدير للقائمين على هذا الموقع المتميز والناجح، والذي أصبح منبرا منيرا لكل المسلمين.
سؤالي هو: كيف أفرق بين القدر وبين ما أنا مخيرة فيه؟
لقد كان هناك شاب ذكرني عند أهلي من أجل الزواج، وكانت مشكلته أنه كان أقل من مستوانا الاجتماعي بكثير، وحالته المادية ضعيفة، ولكنه كان على خلق فترددت في قبوله، فقد كنت أطمح بالزواج من شخص ذو دين وخلق ومقتدر ماديا، ولقد انتظرت قليلا ثم قبلت به أخيرا، وكانت في هذه الفترة تقع بيننا مشاكل فأعاود ترددي في الزواج منه، لأن المحيطات بي ينصحنني أن لا أتزوجه وهو فقير، وكان صابرا على طباعي وترددي لأنه كان يحبني حبا لا يوصف، ثم وقعت بعض المشاكل وافترقنا.
مرت سنوات وأنا لا يتقدم لخطبتي إلا الأغنياء، ولكن لا أحد فيهم على مستوى التدين الذي أطمح له، وأنا شرطي الأول والأهم التدين ثم اليسرة المادية، إلى أن بلغت 30 عاما ولم أعثر على المتدين الذي أحلم بالزواج منه، فأصبحت عائلتي تطالبني بالقبول بأي كان، وأن لا أنتظر من هذا الواقع أن ينجب لي شيخا من شيوخ الفضائيات الذين أتابعهم باستمرار، فاهتديت أنه علي أن ألغي شرط اليسرة المادية وأن أكتفي بشرط التدين، فقلت في نفسي: إن الشاب الذي تقدم لي أول مرة هو المتدين الوحيد بينهم، فقررت أن أسامحه، لأنه في آخر مرة كان هو المخطئ بشأني، فعندما سألته إن كان لا يزال يريدني زوجة له، وأني سامحته على ما بدر منه، أخبرني أنه ينوي عقد قرانه على أخرى، وأنه لم يعد يحبني، فتمنيت له التوفيق، وجلست أبكي لأني طوال تلك السنين كنت أحبه، وكنت أفكر فيه حتى ولو لم أعترف له، لأني كنت خائفة أن يكون الاعتراف حراما لأني لست زوجته.
والآن جل ما أريد أن أعرفه هل الخلافات التي كانت بيننا ونحن مخطوبين كانت مقدرة؟ وهل افتراقنا كان مقدرا؟ أم أن الله رزقني بشاب صالح وأنا لم أحسن التعامل مع ما رزقني الله وتكبرت على عطيته، فما كان من الله إلا أن حرمني منه عقابا لي على عدم حمدي وتوكلي والقبول به ولو كان فقيرا؟
أستسمحكم على الإطالة، وتقبلوا مني فائق التقدير والاحترام.