السؤال
السلام عليكم
أعاني من الخوف من الرجال ولا أثق بأحد؛ بسبب ما حصل لي في طفولتي من تحرشٍ من عامل المكتبة.
السلام عليكم
أعاني من الخوف من الرجال ولا أثق بأحد؛ بسبب ما حصل لي في طفولتي من تحرشٍ من عامل المكتبة.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بائعة الورد الأحمر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الحادثة التي حدثت في الصغر بكل أسفٍ دائماً يكون ضحيتها الأطفال وهم في عمر لا يعرفون شيئاً عن ما هو الخطأ وما هو الصواب، وما هو القبيح وما هو الحسن, كما أنهم لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم في ذلك العمر، وهو سلوك لا يتماشى مع الفطرة السوية، ومحرم في كل الديانات السماوية.
والأمر بالفعل قد يترك أثراً نفسياً يظل مع الفرد حتى يكبر، وتنعدم الثقة بينه وبين الجنس الآخر، على الرغم من أن الفعل لم يكن بإرادته واختياره، ولكن ينبغي أن يفسر ذلك وفقاً لما جاء في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: (رُفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصغير حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يعقل) وقد قال حماد أيضاً: وعن المعتوه حتى يعقل.
أنتِ أختي الكريمة كنت ضمن هؤلاء الثلاثة، لذلك لا تلومين نفسك، ولا تنشغلين بما حدث، وانظري لنفسك الآن هل تنكرين وتدافعين عن نفسك إذا تكررت الحادثة؟ بالتأكيد الإجابة: نعم، وهذا هو الشعور المطلوب الآن، والذي ينبغي أن يشغل بالك؛ لأن تلك الحادثة التي مضت لم تُنقص من أنوثتك شيئاً، فأنتِ الآن تستطيعين -بإذن الله- أن تتزوجي وتُنجبي وتكون لك أسرة، وتؤدين دورك كبقية النساء.
أنت بريئة مما حدث؛ لأن استنكارك للحادثة والانشغال بها دليل على اكتمال ونضج عقلك، وهذا هو المهم الآن، فإذا كان الإسلام يجُب ما قبله فما بالك بحالتك أنت، حدثت الحادثة وأنت غير مكلفة، مرفوع عنك القلم آنذاك، هذا التفكير الذي ينبغي أن تشغلي به عقلك -أختي الكريمة- ليس التفكير المبني على الأوهام والتصورات الاجتماعية الخاطئة.
والمؤمن يُبتلى ويُمتحن في ماله ونفسه وصحته، فاعتبري ذلك نوعاً من الابتلاءات التي ينبغي الصبر عليها، ولك الجزاء الأعظم -إن شاء الله- ولا ينبغي التعميم، فهناك من الرجال من يراعي حرمات الله، ومن يخاف الله تعالى، ويحافظ على أعراض الناس.
ويمكن الاستفادة من تلك الحادثة في أن الخطأ وارد، ويمكن أن يقع فيه أي شخص، وليس هناك معصوم إلا من اصطفاه الله تعالى، فالحذر مطلوب، وإغلاق باب الشبهات مطلوب، لكي لا يقع الشخص في براثن ضعاف النفوس -والله خير حافظاً-.
وكذلك في المقابل؛ لا بد من وضع صورة الرجل بأنه الأب والأخ والابن وهو الذي يدافع ويحمي عرضه لكي نفرق بين هذا وذاك.
حفظك الله من كل شر.