السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سأطرح لكم قصتي باختصار حتى تجيبوا على استفساري.
أنا معلمة أبلغ من العمر (34) سنة، مدة خدمتي في مجال التعليم (11) عاماً -ولله الحمد- في السنوات الثلاث الأولى من خدمتي كنت معلمة في مدرسة ثانوية، وعلى الرغم من خطورة هذه المرحلة إلا أن الله تفضل علي بحسن المعاملة، والأسلوب، والحكمة، والموعظة الحسنة، والتي سرعان ما قطفت ثمارها، فقد كنت مشرفة المصلى، وكنت ألقي المحاضرات والمواعظ الدينية، فاهتدى بها الكثير من الطالبات
-بفضل الله-.
ربما كنت أنا المعلمة الوحيدة التي تحظى باحترام ومحبة طالباتها، ومع العلم بأنني أدرس اللغة الإنجليزية، لكنني كنت أربط الموعظة بالدرس، فلا تكاد تخلو حصة من الموعظة الخفيفة والبسيطة، والتي لا تتجاوز الدقيقة، لقد لاحظت تشوق الطالبات لسماع المواعظ الجديدة، ففي كل يوم يجريها الله على لساني بتوفيق منه دون سابق إعداد.
لكن للأسف وفجأة فقدت ذلك كله بسبب العين والحسد التي أصابتني، تعبت تعباً شديداً وصلت إلى درجة أنني لا أستطيع الكلام، حتى بشرح الدروس، وقاومت ذلك وقلت ربما أصابني مرض الرهاب الاجتماعي، وتركت المصلى والمواعظ، واستمريت تقريبا على ذلك الوضع لمدة ثلاث سنوات، ولم أر إلا أن الأمر بدأ يزداد سوءًا عن السنة التي قبلها، أصبحت لا أطيق النظر بوجوه الطالبات، ولا أستطيع الكتابة على السبورة أبداً دون سبب واضح، وكذلك تتشنج رقبتي في المدرسة فقط، فأخذت إجازة دون مرتب لمدة ثلاثة أشهر، وبدأت أرقي نفسي رقية مكثفة، حدث لي بسببها أمور غريبة جداً، أيقنت حينها أن تعبي حقيقي وليس نفسيا، وعرض علي أهلي الذهاب لشيخ يقرأ علي، فرفضت وتوكلت على الله، وتحسنت أموري بعد الرقية بنسبة (70%)، وعدت للعمل بعد انتهاء الإجازة، وكنت أشعر بالتعب لكن بشكل أخف مما مضى.
بعد تلك السنوات انتقلت إلى مدرسة ابتدائية، لأن الطالبات في المرحلة الثانوية كانوا يعتبون علي لعدم تقديم المواعظ لهن، ولا يعرفون حقيقة ما حصل لي، ولم يدر عنه أحد سوى مديرة المدرسة.
استفساري لكم: ما فقدته شيء عظيم، وأجد له حرقة بالقلب، وأشعر بأن لا شيء يعوضني عن ذلك، أخاف من غضب ربي وأنه استغنى عني، ولا شك أن ذنوبي حرمتني ذلك، فكل ابن آدم خطاء، وكان أكثر دعائي ببداية شبابي (اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا) وكنت حريصة على مجالس الذكر وأنا طالبة، وما أصابني أفقدني الدعوة إلى الله، التي هي أعظم شرف ساقه الله لي، وحكمة الله لا يحيط بها أحد من عباده، حتى القرآن أجاهد نفسي على حفظه منذ سنين ولم أستطع حتى الآن سوى حفظ نصفه، لكن ربما توضحون ما حصل لي، هل هو بلاء أم ابتلاء؟
مع العلم بأنني أعاني من المس، وإلى الآن أذهب للرقاة.
وجزاكم الله خيراً.