السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا عزباء، وبعمر 29 عاما، ومشكلتي تكمن في كيفية إقناع أهلي بالزواج من شخص غير قبيلي وأنا قبيلية، كما جرت العادة على تصنيف ذلك في مجتمعي.

أنا أريد إعفاف نفسي بالحلال، وبيني وبين هذا الشخص قبول ومودة، حيث إنه كان زميلي بالعمل سابقاً، وأخشى أن تفوتني فرصة الزواج هذه، وعمري كبير.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نهى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونسأل الله أن يهدي أهلك، وأن يرزقك الحلال، وأن يصلح الأحوال، ويحقق في طاعته الآمال.

كم تمنينا أن يرفع الله الجهل عن أمة النبي -صلى الله عليه وسلم-حتى يفهموا أن التفاضل إنما يكون بالتقوى والعمل الصالح، وأن الناس لآدم، وآدم خلق من تراب، ولينتهين أقوام يفتخرون بآبائهم، أو ليكونن أهون عند الله من الجعلان.

أرجو أن تجدي من محارمك العقلاء من يتفهم وضعك، ويتكلم بلسانك، واطلبي مساعدة الداعيات والدعاة، فإن تصحيح المفاهيم مسؤولية العلماء والمتعلمين.

إذا كان الرجل مناسباً فنرجو أن يكرر المحاولات، وأن يدخل الوجهاء والدعاة، ولا بد لمكثر القرع للأبواب أن يلجا، وأوصلي صوتك إلى الخالات، أو العمات، أو من يحسن التفاهم مع أهلك.

لا شك أن مسألة القبلي والحضري من الأمور التي يقبل بها الشرع، والعبرة بالدين والأخلاق، كما أن الحب لا يعترف بهذه الفوارق، والتلاقي بالأرواح وهي جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف.

هذه وصيتنا لكم بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

سعدنا بتواصلك، ونسعد بالاستمرار، ونسأل الله لنا ولكم السعادة والاستقرار.