الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أؤنب نفسي كثيراً بسبب خطئي في تعاملي مع الطالبات!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكر جهودكم، وجزاكم الله خيراً على ما تقدمون.

بداية: أود التحدث عن مشكلتي، وهي نفسية بالتحديد، فأنا شخصية قلقة متوترة مترددة في قراراتي واختياراتي، سريعة الانفعال، ويظهر ذلك واضحاً في شخصيتي، كثيراً ما تؤرقني أحداث الماضي وأخطاء السابق، لدرجة أني أؤنب نفسي كثيراً على ذلك.

الحمد لله، رزقني الله بفرصة بعد التخرج من الجامعة بدراسة الدبلوم التربوي، وطبيعة الدراسة كنا نعاني فيها من الضغط والإجهاد المستمر، لأنها كانت تجمع بين الدراسة والتطبيق بالمدارس، كنت شخصية قلقة كثيراً في التطبيق، غير ذلك لم آخذ هذه المرحلة باستمتاع، وإنما كنت جادة فيها، وكنت متوترة؛ مما أثر على شخصيتي.

طبعاً حصلت أخطاء بالتطبيق، وهو أني كنت عصبية على الطالبات في أمور لا تستحق في بداية تطبيقي، ثم حاولت أن أغيّر من شخصيتي ففعلت، لكنني ندمت لأنني لم أوفق مع الفصول التي كنت متساهلة معهم، لدرجةٍ في حصص الانتظار كنت متساهلة في مواقف، وأمزح معهم في مواقف من المفترض أن لا أمزح فيها؛ مما أثر ذلك على عدم احترامهم لي أثناء الشرح وتساهلهم، بالرغم أني كنت أتعامل معهم بحزم وعصبية، وأستعمل التهديد بالدرجات.

انتهت هذه المرحلة وتخرجت بأمر الله، لكن لا زلت أتذكر أخطائي وكيف أني لم أوفق في ضبطي للصف مع الطالبات، لدرجة أن هذا الأمر يؤثر في نفسيتي، بالرغم أن لي أكثر من شهر من تخرجي.

دائماً أؤنب نفسي لماذا فعلت ذلك؟ لماذا لم أفعل كذا؟ أقارن نفسي بغيري من طالبات التطبيق، غير ذلك كنت شخصية خجولة نوعا ما، وعندما أفتح الموضوع مع أحد يتضايق، لأنه يعتبر الموضوع منتهياً؛ لأنني تخرجت ولن أغير شيئا، لكن كيف أتخلص من هذا التفكير؟ وهل توجد حلول أو تمارين معينة أتخلص فيها من هذا التفكير السلبي؟

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بحر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

الأخت الكريمة أولاً: نهنئك على إكمال دراستك بنجاح، والآن الحمد لله أصبحتِ مؤهلة للقيام بوظيفتك وتأدية دورك على الوجه المطلوب.

ثانياً: نقول لك إن النفس الإنسانية تتوق لبلوغ الكمال وإبراز المحاسن وإخفاء العيوب، ولكن الإنسان بطبعه خطاء، وبه العديد من النواقص والعيوب، فهذه الحقائق إذا تمعنتِ فيها تساعدك في مواجهة الأفكار التي تسيطر عليك.

ثالثاً: ليس هناك شخص ولد متعلماً أو متدرباً يجيد صنعته من أول وهلة، وإنما جُعل التدريب في كل مهنة من المهن، وفي كل مجال من مجالات الحياة، سواء في الطب أو الهندسة أو التربية والتعليم؛ لكي يتقن الخريج مهنته ويستفيد من أخطائه، وكل يوم يكتشف الجديد من المهارات وينميها، وهكذا الإنسان في حالة تعلم باستمرار.

رابعاً: اعتبري ما حدث لك في الماضي وأثناء فترة التدريب خطوات إيجابية؛ لأنك أدركتِ أن هناك طرقاً معينة تم استخدامها في ضبط الصف والتدريس قد تنفع مع بعض الطالبات ولا تنفع مع الأخريات، وأن هناك أساليب معينة تؤدي إلى احترام الطالبات للمعلمة، وأخرى لا تؤدي إلى ذلك، وهناك قيم معينة يمكن تطبيقها في الصف، وأخرى تصلح خارج الصف، وهكذا -أختي الكريمة- ينبغي أن تتذكري وتدوني كل هذه الملاحظات لكي تستعيني بها في مجال عملك عندما تؤدين وظيفتك الفعلية، فستكونين إن شاء الله معلمة فاعلة ومحبوبة من قبل طالباتك، وقدوة حسنة بالنسبة لهم، ولولا التدريب لما اكتُشفت العيوب والنواقص.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً