السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أسعد الله أوقاتكم بكل خير، وبارك في جهودكم الطيبة.
أنا شاب متغرب الآن في الهند لدراسة اللغة الإنجليزية. أنهيت تقريبا دورتي الخاصة، وقد انغمست في عائلة المعهد، وأصبح المدرسون وأغلب الطلاب كإخواني وأهلي، وتعرفت على كثير من حياتهم الشخصية.

أخذت حصصا عند كل المدرسين والمدرسات، ولكن في النهاية استمريت مع مدرس معين، ومع الوقت وجدت أنه يريد مني المال، أكثر من مرة يطلب مني مباشرة، وكثير ما يتصرف تصرفات تدل أنه يريد مني المال لتعليمي بكل أريحية، وإلا يقوم بشرح بسيط وسريع، وهو يعلم أنني لم أفهم.

أحاول أن أكون طيبا معه وأسايسه، لكن لا أستطيع أن أعطيه، لأنني طالب، ومصروفي يأتيني من أهلي على قدر الكفاية فقط.

الآن مع اقتراب نهاية الدورة تكلمت معي المديرة لأخذ اقتراحات ونقاط أراها خاطئة بالمكان أو المدرسين. الآن أنا في حيرة من أمري لأنني إذا قلت لها عن تصرفات هذا المدرس فسيتم فصله مباشرة وفق قوانين المعهد.

مرة أقول في نفسي إذا أخبرتها فسيتم فصله، وقد أقطع رزقه -والعياذ بالله- ومرة أقول هذا شخص استغلالي ويفتقد للأمانة الموكلة إليه، ولا يؤدي واجبه، و... و ..

أرجوكم أرشدوني ماذا أفعل؟ هل أخبرها بما يحدث لأبرئ ذمتي؟ لأن المديرة قالت لي أريدك أن تتكلم بكل أمانة وصراحة، وإن كنت ترى أي خلل فلا تخفه عني، فأنتم المسلمون نستطيع أن نأتمنكم ونثق فيكم؛ لأن دينكم يحثكم على الصدق وعدم الكذب.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك -ابننا الكريم- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال قبل اتخاذ القرار، ونسأل الله لك السعادة والنجاح والاستقرار، ونسأل الله أن يصلحك ويجعلك سببا لهداية أهل تلك الديار، ونتمنى أن تعكسوا صورة الموحدين الأخيار.

لا ننصحك بالاستعجال في أمر المدرس، ونقترح عليك أن تبدأ بالنصح له، ثم استأذنه في أن تبحث عن مدرس آخر لأنك لا تفهم.

وأشعره بأن المديرة تسألك عن المدرس والفهم للدروس، لأن المؤمن يُخوّف بالله، وغير المؤمن يُخوّف بالناس وبالمدراء، والراجح أنه سوف يتحسن، فإن لم يفعل فليس أمامك خيار إلا إخبار المديرة، واطلب منها الترفق في التعامل معه.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد، وقد أسعدنا تواصلك، ونتمنى أن تجعل همك عكس صورة المسلم الحق الذي يراقب الله ويتقيه، ونسأل الله أن ينفع بك، وأن ينجحك ويسعدك.

والله الموفق.