السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولا: أود شكر العاملين على هذا الموقع الرائع جزاكم الله خيراً.
ثم أني قررت أن أنتفع بعلمكم وخبرتكم وحسن ردكم الذي لمسته من قراءتي للكثير من الاستشارات فيما يشابه حالتي، وأود من الدكتور محمد عبد العليم بأسلوبه الجميل والمطمئن إجابة شافية لمشكلتي التي أرقتني كثيرا.
أنا سيدة، عمري 32 عاما، ولدي طفلان، ولدت وأعيش في السعودية، أحمل بكالوريوس هندسة برمجيات، ربة بيت لا أعمل، توفي زوجي منذ 3 سنوات بأزمة قلبية، وترك فراغاً كبيراً في حياتي والحمد لله على كل حال.
بدأت مشكلتي منذ ستة أشهر تقريبا بوسواس وخوف من حبة ظهرت داخل فمي بعد التهاب حلق وسخونة لعدة أيام، بدأت أقرأ عنها ومرت علي كلمة سرطان الفم فهلعت وقررت عدم البحث، ولكن الخوف والتفكير لازماني لأيام حتى قررت زيارة طبيب الجلدية الذي طمأنني فرجعت من عنده مرتاحة، ونسيت الحبة، وتوقفت عن مراقبتها وتحسسها فاختفت بعد أيام.
ارتحت أسبوعين إلا أنني بدأت أشعر بخوف وقلق مبالغ فيه وغير مبرر من الأمراض، فأصبحت أراقب جسمي، وأشك في أقل عارض، وأخاف من السرطان كثيراً، وأهلع إذا ذكرت الكلمة أو سمعت بشخص مصاب به.
اضطرب نومي، فأصبحت لا أنام إلا بصعوبة وإن استيقظت لأي سبب لا أستطيع العودة للنوم ثانية،
كما أنني فقدت الشهية، ونزل وزني حتى وصل 50 كجم، وأشعر بالتخمة وكأني أكلت للتو وجبة دسمة، وأتجشأ كثيراً، وبطني منتفخة وأشعر بحرقة فيها، وفي حالات الخوف الشديد يصيبني إسهال، كما أصابتني غصة في حلقي، وثقل في صدري وظهري، جميع هذه الأعراض زادت من خوفي، وذهب تفكيري لسرطان المعدة أو القولون، فذهبت لطبيب الباطنية فذكر لي أن الحالة بسيطة إن شاء الله، ووصف لي موتيليوم للهضم، وبروتون للارتجاع، ومكمل غذائي وموسيجور لفتح الشهية، وحمية غذائية، ونصحني بعدم التفكير والقلق، تحسنت بنسبة كبيرة جداً والحمد لله، وزالت غصة الحلق، وتحسنت نفسيتي أيضا فبدأت تزول عني الوساوس.
لكنها بعد فترة عادت وأحاول دائما تجاهلها ومقاومتها فأنجح أحيانا، وأحيانا تغلبني فيزداد الخوف وتعود معدتي للاضطراب من جديد، وأعود للقلق بشأن صحتي وهكذا.
أذكر قبل سنوات أني وسوست بسرطان الثدي، وأحسست بوخزات في ثديي وحينما أرهقني التفكير زرت الطبيبة وفحصتني وطمأنتني فعدت لطبيعتي، ثم بعدها بفترة كنت أراقب الثنيات بين أصابعي وأراها أفتح لوناً وبدأت أقلق من البهاق ولكنها أيام وطردت الأفكار عني وعدت كما كنت.
مشكلتي هذه المرة أن المسألة طالت وحتى حينما أتغلب على الأفكار والوسواس يبقى شيء من الخوف والقلق بلا سبب محدد، وسأضيف بعض الأمور في نقاط:
- تزاحمت الأفكار في رأسي كثيراً خصوصاً عندما بدأت حالتي وكنت حينها أنسى كثيراً حتى الأشياء القريبة؛ أنسى متى استيقظت، ومتى نمت البارحة، وماذا أكلت؟ إلا أن هذا العارض زال بعد فترة بسيطة.
- أرى الكوابيس أحيانا وهي قليلة.
- شعرت مرة بألم في أعلى يسار ظهري وكنت ذهبت للنوم وقتها ولا أعلم لماذا انتابني ذلك الخوف الشديد، وأحسست بأنه الأجل، وبدأت ارتجف، واحتجت للتبول كثيراً، وأصبحت أتحرك جيئةً وذهاباً في المنزل، وزال ذلك العارض بعد دقائق.
- قلقة أحياناً من المستقبل، وأفكر بتشاؤم، وإذا أصاب المقربين مني خصوصاً والداي، عارض صحي أو مشكلة ما ولو بسيطة أجدني قلقة وحزينة بصورة مبالغ فيها.
- استفدت من بعض الاستشارات، وصرت أطبق تمارين الاسترخاء أحيانا وأمارس الاوربتتراك عشر دقائق أو 15 دقيقة شبه يومياً، فصعب علي الخروج وممارسة المشي، واستفدت من ذلك كثيراً.
- صلاتي في وقتها وأحاول الالتزام بقراءة القرآن وأذكار الصباح والمساء.
- أحب الخروج والتنزه، ولكن لا أتمكن من ذلك دائماً.
- أنا شخصية لا أحب أن يظهر الضعف علي، ولا أبوح بمشاعري لأحد، ولا زلت أشعر بالوحدة والفراغ بعد فقد زوجي، ولكني أظهر عكس ذلك لأهلي خصوصاً.
- كنت متفوقة في دراستي وأحب النظام والانضباط، محبوبة، وأحب القراءة، ومحل استشارة ممن حولي، ولكن قلقة بطبيعتي، وعصبية.
أريد أن أعود كما كنت، صحيح أنني الآن أفضل بكثير من السابق، وغالباً أستطيع التغلب على الفكرة الوسواسية وأحقرها، ولكن لا زال بي شيء من القلق والخوف خصوصاً من أن يستمر حالي هكذا أو انتكس، أو يتطور وضعي النفسي مستقبلا للأسوأ.
كنت مترددة في العلاج الدوائي، ولكن إن كان لا بد منه فأنا أثق فيما ستصفه لي.
حاولت وصف حالتي، وأتمنى أنني استطعت ذلك، وعذراً فربما الفقرات غير مترابطة.