السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة عمري 19 سنة، وزني 55 كلغ، بدأت أخذ دواء الريتان عيار 20 مرتين في اليوم، بناءً على استشارة الطبيب المختص بالأمراض الجلدية، لأنني أعاني من حب شباب عقيدي، وبعد مرور شهر من العلاج قمت بتحليل الدم لمعرفة نسبة الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم، وكانت النتيجة أن نسبة الدهون الثلاثية مرتفعة إذ ظهرت في التحليل 178، والكوليسترول 205.

أخبرتني الطبيبة: بأن النسبة مرتفعة لكن لا بأس، ويمكن إكمال الكورس على الجرعة، ولكن أعطتني حبوبا تخفظ نسبة الدهون الثلاثية في الدم لمدة شهر مرتين في اليوم، عندما شاهد والدي النتيجة رفض هو ووالدتي أن أكمل العلاج بالريتان، وأخبرني أنه قد أثر على كبدي، وتوقفت حالياً عن تناوله لكن هل يجب حقاً أن أتوقف عن الدواء، وإذا توقفت عنه هل يجب أخذ علاج ارتفاع الدهون الثلاثية؟

أخبرتني الطبيبة أن أمتنع تماما عن تناول المقالي والدهون، فإذا كنت سأتوقف عن العلاج، هل أستمر عليه بعد توقفي عن أكل المقالي والدهون، لأن نسبة الدهون مرتفعة؟ وإلى متى سيبقى الحال هكذا؟

أفيدوني بتشخيصكم، جزاكم الله خيراً.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Adyan حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حب الشباب من الأمراض الجلدية المزمنة التي تلازم المريض فترات طويلة، وتختلف نوع الإصابة سواء كانت: (حبوب حمراء، أو صديدية، أو رؤوس سوداء، أو بيضاء، أو تكيسات، أو غيرها) من شخص إلى آخر، وكذلك تختلف شدة الإصابة، ودرجة انتشار المرض، هل هو محدد في الوجه، أم منتشر في أماكن أخرى مثل الظهر والأكتاف والصدر، من مريض إلى آخر.

ويختلف العلاج بصورة كبيرة على حسب نوع الإصابة وشدتها، ودرجة انتشارها، وهل تترك هذه الحبوب أو الإصابات آثاراً أو ندباً.

فعقار Isotrtinoin، أو ما يعرف بالروكتان، أو الريتان هو مشتق من فيتامين (أ)، وهو علاج فعال ومفيد في حالات حب الشباب الشديدة، والتي تفشل العلاجات التقليدية في السيطرة عليها، وبالأخص التي تترك ندبًا وآثارًا في الجلد بعد الالتئام، ويوجد له العديد من الاستخدامات الأخرى، ولكن الاستخدام الرئيسي والمعترف به من هيئة الأدوية الأمريكية هو لعلاج الحالات الشديدة من حب الشباب Nodulocystic acne، وذلك هو النوع العقيدي الذي تعانين منه.

أتصور أنه العلاج المناسب لك من خلال وصف حالتك، ويتم تناوله على هيئة كورس لفترة تستغرق حوالي 6 أشهر، وإذا تناولته بالجرعة والمدة العلاجية السليمة، سيكون له أثر وفعالية ممتدة بعد التوقف عن العلاج.

ولكن لهذا العقار آثار جانبية ومحاذير واحتياطات، وفحوصات دورية يجب القيام بها خلال تناول العلاج، ومن تلك الآثار الجانبية: ارتفاع الدهون الثلاثية والكوليسترول، وارتفاع الكوليسترول أو الدهون الثلاثية بمعدل مقبول حسب تقييم طبيبك المعالج وتقديره، ليس سببا مطلقا للتوقف عن العلاج، ومن الممكن الاستمرار على العلاج مع تنظيم الوزن والتغذية والعلاج، وعمل الفحوصات الدورية بشكل أكثر تقاربا للاطمئنان عليك، ولكني لا أستطيع إعطائك رأيا قاطعاً لعدم اطلاعي على تفاصيل حالتك بشكل دوري، وطبيبك المعالج هو من يستطيع ذلك، على أن يكون ذلك بالتوافق معك والوالدين حفظهما الله.

ويجب موازنة المميزات مع الآثار الجانبية المتوقعة، وذلك لعدم وجود علاجات بديلة بذات الكفاءة له، وبالأخص في النوع المتكيس الذي يترك ندبا، والذي تعانين منه، ويجب التواصل مع طبيب متميز، وذو خبرة وأمانة لمحاوله مساعدتك قدر المستطاع، وإعطائك أفضل فرصة بدون ضرر، ولا مانع من متابعة طبيب باطني بالإضافة إلى طبيب الجلد لعلاج مشكلة الكوليسترول، والدهون الثلاثية لاجتياز فترة العلاج بسلام.

وفقك الله، وحفظك من كل سوء.