الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما مدى صحة خلطة تنظيف القولون أو ما يسمى بالردب؟

السؤال

السلام عليكم

ما صحة هذا الكلام؟ وهل الوصفة صحيحة؟ وما هو علاج الردب إن كان موجوداً؟ وهذا نص الكلام.

هل تعرف ما هو الردب؟ خلطة مهمة لتنظيف القولون من ما يسمى بالردب، وهو عبارة عن بقايا فضلات لم تخرج منذ سنوات من الجسم، وبعض الناس تبقى في أجسامهم لعشرين سنة للأسف، وتتسبب في انتفاخ البطن وغازات وإمساك مزمن، وتسبب أحياناً بقعاً غامقة في الوجه لا يمكن أن تزول بكريمات الكلف والعلاجات الجلدية؛ لأنها انعكاس لما في القولون من فضلات.

إنها فضلات تنشأ في القولون بسبب تناول الطحين الأبيض والنشا والمعجنات بكثرة، فتتكون فضلات لزجة تلتصق بجدار الأمعاء، وتنحدر من حولها الفضلات العادية، ولا تخرج، بل تزداد مع السنين، وتشكل الكثير من الأمراض في الجسم بسبب احتباس هذه السموم.

الخلطة يسيرة جداً، وهي ملعقة أكل من الآتي:
- بذر كتان.
- بذر خردل.
- بذر رشاد.
- كمون.
- ينسون.
- شمر (حلوة).
- بابونج.
- زهور البنفسج.
- ميليسا.
- قشر رمان (مطحون).

تخلط جيداً (كلها غير مطحونة ما عدا قشر الرمان مطحون)، وتوضع ملعقة واحدة من الخلطة في كوب كبير، ويصب عليها ماء مغلي بالليل، وتغطى إلى الفجر، وتشرب بعد صلاة الفجر على الريق، ولا يشرب بعدها أي شيء لمدة ساعة فقط، ثم تفطر بشكل عادي.

سيلاحظ من يشرب هذه الخلطة أنه بعد وقت الظهيرة سيخرج منه فضلات غريبة يابسة كأنها أحجار، ولها رائحة سيئة جداً، ويستمر على أخذ الخلطة سبعة أيام متتالية.

من كانت كليتيه سليمتين لا مشاكل فيها، أما أصحاب الكلية الضعيفة فيكفي ثلاثة أيام.

في الغالب بعد مرور ستة أيام سنلاحظ توقف خروج مثل هذه الفضلات، ويصبح الإخراج طبيعياً، وبعون الله، ستبدأ تشعر بخفة البطن، ويصغر حجمها غالباً.

كما أنه لو كان الشخص عنده أي مرض روحي، كعين أو سحر مأكول فيستحسن أن يقرأ في البذور الجافة، أو يضيف لكوب الأعشاب عند شربه صباحاً قليلاً من الماء المقروء فيه، فيساعد على إخراج فضلات السحر إن وجدت.

الخلطة ملينة، ولا تتسبب أي ضرر إطلاقاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الردب القولوني: هو الترجمة العربية للنتوءات التي تتكون في جدار القولون، وهي عبارة عن جيوب أو أكياس في جدار القولون الخارجي وليس في بطانته، ويسمى الواحد منها: diverticulum ويسمى الاثنان فيما أكثر diverticula، وإذا حدث فيها التهاب يسمى ذلك: diverticulitis.

وما يقال عن وجود (بقايا فضلات لم تخرج منذ سنوات من الجسم، وتتسبب في انتفاخ البطن وغازات وإمساك مزمن، وتسبب أحيانا بقعا غامقة في الوجه لا يمكن أن تزول بكريمات الكلف والعلاجات الجلدية؛ لأنها انعكاس لما في القولون من فضلات وتنشأ في القولون بسبب تناول الطحين الأبيض والنشا والمعجنات بكثرة، فتتكون فضلات لزجة تلتصق بجدار الأمعاء وتنحدر من حولها الفضلات العادية، ولا تخرج، بل تزداد مع السنين، وتشكل الكثير من الأمراض في الجسم بسبب احتباس هذه السموم) ما هو إلا خرافة أو أسطورة ليس لها أصل علمي.

وكما ذكرنا فإن الردب هو جيب في جدار القولون من كافة طبقات القولون الخلوية والعضلية، وليس له علاقة ببقايا الطعام، ولا توجد أصلا في بطانته، ولا تظل أو تعلق بقايا الطعام في بطانة القولون، ولا تكون طبقات ملتصقة في بطانته.

هذا للأسف من مساوئ الشبكة العنكبوتية حيث تجد الكثير من الخرافات والأساطير سواء عن عمد وسوء نية، أو سذاجة، أو طيبة قلب، أملا في مساعدة الناس ولكن بغير علم.

وبالطبع هناك بعض المعلومات الصحيحة في تلك الرواية مثل: أن الطحين الأبيض والنشا والمعجنات تؤدي إلى انتفاخ القولون؛ لأنها لا تحتوي على ألياف، وبالتالي من يتناولها يشعر بالانتفاخ في القولون، ولذلك ننصح دائما بتناول الحبوب مثل: الشوفان والبرغل وجريش القمح وتلبينة الشعير؛ لما لها من فوائد في علاج الإمساك، ولتجنب انتفاخ القولون.

الأمر الآخر: إن الأعشاب الطبية المذكورة مفيدة وجيدة، وتساعد في علاج عسر الهضم، وللتخلص من الغازات المتكونة في القولون؛ لما تحتويه على مضادات للغازات والمغص والخمائر التي تساعد في الهضم، بالإضافة إلى احتوائها على الكثير من الألياف، ويمكن تناول بعض الأعشاب المذكورة أو كلها لا بأس من ذلك.

والأعشاب الطبية مواد عضوية وليست كيميائية، وهي آمنة، وليس لها مضاعفات على الكلى، حيث يمكن لمريض الكلى تناولها دون خوف.

والعبارات الأخيرة المذكورة هي أيضا خرافة وكلام مرسل ليس عليه دليل، ولا هو من الدين في شيء، وهي عبارة: (ولو كان الشخص عنده أي مرض روحي، كعين أو سحر مأكول فيستحسن أن يقرأ في البذور الجافة، أو يضيف لكوب الأعشاب عند شربه صباحا قليلا من الماء المقروء فيه فيساعد على إخراج فضلات السحر إن وجدت الخلطة ملينة، ولا تتسبب في أي ضرر إطلاقا).

وعبارة: (وفي الغالب بعد مرور ستة أيام سنلاحظ توقف خروج مثل هذه الفضلات، ويصبح الإخراج عاديا، وسبحان الله ستبدأ تشعر بخفة البطن، ويصغر حجمها غالبا) فيها خلط بين الحقيقة والخرافة فمعروف أن الأعشاب الطبية المذكورة تساعد في شفاء القولون، وتقلل من الانتفاخ، ويشعر من يتناولها بخفة البطن، ولكن ليس بسبب خروج الفضلات من بطانة القولون، بل بسبب تأثير تلك الأعشاب الطبية.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً