السؤال
السلام عليكم.
أنا إنسان أحلل المواقف، فكيف يمكنني التجاهل وعدم التحليل، لقد تعبت وكلما حاولت التجاهل فشلت، كيف أتقن فن التجاهل؟ كيف يمكن لي عدم الاهتمام والتجاهل وعدم التدقيق بصغائر الأمور؟
جزاكم الله خيرا.
السلام عليكم.
أنا إنسان أحلل المواقف، فكيف يمكنني التجاهل وعدم التحليل، لقد تعبت وكلما حاولت التجاهل فشلت، كيف أتقن فن التجاهل؟ كيف يمكن لي عدم الاهتمام والتجاهل وعدم التدقيق بصغائر الأمور؟
جزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
شكرا لك على هذه الأسئلة، في سؤالك هنا موضوع تحليل للمواقف والكلام، والرغبة في أن تصبح غير مبالٍ بالمواقف والأحداث وبعيدا عن التحليل.
وقد شرحت لك في سؤالك الأول كيف أن بعض أفعالك وصفاتك متعلقة بصفة شدة الحساسية، مما يفسّر هذه السلوكيات، وشرحت لك كيف أنك شاب حساس، وأنه من الطبيعي أن يميل بعض الشباب إلى شيء من الحساسية في شخصيتهم، حيث تتأثر بالأحداث والمواقف والكلام الذي يجري من حولك، وتفكر فيه مليا، ونرى عادة هذا الشخص يفكر طويلا فيما جرى أو فيما قيل له أو أمامه، ويرتبك أمام الآخرين، ولذلك فأنت دائم التحليل المستمر، ومعك الحق في الرغبة في التغيير لأن كثرة التحليل مع الحساسية أمر متعب جدا.
ومما يعينك على تحقيق هذا التغيير عدة أمور، كمحاولة التفكير بأن للناس همومهم الخاصة فليس عندهم وقت ليضيعوه في تتبع أمورك، وكما يُقال عندهم ما يكفيهم، فهذه الفكرة يمكن أن تبعد عنك شبح التحليل الزائد، وشبح مراقبة الناس لك والحساسية لكلامهم، فهم منشغلون عنك، وأنت لست مركز اهتمامهم، وبالتالي يخفف عنك هذا من ارتباكك أمامهم، ولكن أرجو الانتباه لأمر هام هنا، وهو أننا عندما نحاول إن نغير أمرا أو ننساه فشدة محاولتنا تجعلنا نتذكر ما نريد نسيانه أكثر من أن ننساه، فمثلا إذا قلت لك لا تتخيل فيلا أزرق، فالشيء الوحيد الذي خطر في مخيلتك هو هذا الفيل الأزرق! ولذلك فالأفضل محاولة التغيير ولكن ليس بشدة هذه المحاولة.
الأمر الثاني الذي يمكن أن يعينك وهو أن تذكر أنك في مرحلة الشباب من العمر، ولذلك فأمامك الوقت لتتجاوز هذا الحال، وخاصة إن بادرت باتخاذ بعض الخطوات التي تعينك على تجاوز هذه الحساسية المفرطة.
وفقك الله ويسّر لك تجاوز هذه المرحلة.