الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من تدني مستوى الفهم والحفظ، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حالتي تتمثل في تناقص مستوى الفهم والحفظ لدي، وهما ما أسميها بالقدرات الفكرية، عمري الآن 21، بدأت الحالة أول مرة عندما كان عمري 17 سنة، حدث تغير مفاجئ في القدرات، شعرت بفقدانها بنسبة كبيرة، مع العلم أني كنت أمارس نشاطاتي اليومية بشكل عادي قبل وبعد الحادثة، ومن ثم أصبح التناقص تدريجيا شيئا فشيئا إلى أن وصلت إلى حالتي هذه، لم أعد أستطيع التركيز ولا حتى التفاعل مع المستجدات الصعبة، فقدت قدرتي على الحفظ السريع مع أنني دائم الثقة بالنفس.

أتمنى منكم تقديم تفسيرا لحالتي هذه، مع أنني أحس بتوقف أجزاء من دماغي عن العمل، لم أعد أحس بنشاطها وبمجرد أن يتدفق الدم إليه أو أقوم بنشاط فكري، أحس بشيء يحترق ببطء حسب حدة النشاط، وكأنها دهون عالقة!

لكم مني فائق الشكر إن أجبتم وقدمتم تفسيرا لحالتي، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Alla حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

المقدرات المعرفية مكتسبة، وهي تنمو عند الإنسان تدريجياً حسب مرحلته العمرية، وفي حالتك هذه أنت ذكرت أن تطورك المعرفي كان طبيعياً حتى عمر 17، وبعد ذلك لاحظت هذا التدهور المريع في ما يتعلق بالتذكر والاستيعاب واكتساب المقدرة المعرفية.

افتقاد القدرة على التركيز والمقدرة المعرفية يأتي إما: من مرض عضوي، أو حالة نفسية، والأمراض العضوية التي تفقد المقدرات المعرفية كالإصابات الدماغية مثلاً إذا أصيب شخص في رأسه إصابة بالغة في حادث مروري أو خلافه؛ هذا ربما يحدث لديه تدهور شديد في القدرة على التذكر والاستيعاب والاستنباط واكتساب المعرفة، وأيضاً الإصابات الفيروسية الشديدة التي تصيب الدماغ قد تؤدي إلى تدهور في المعرفة، وبعض الناس الذين لديهم ضعف شديد في إفراز الغدة الدرقية خاصة إذا حدث هذا في فترة الطفولة قد يفتقدون مقدراتهم المعرفية، ونقص الفيتامينات أيضاً كفيتامين ب 12، وحتى فيتامين د، وفقر الدم، وقلة الحديد، وقلة الزنك، والماغنسيوم في الدم هذه كلها ربما تؤدي إلى تدهور معرفي.

لا أريدك أن تنزعج لهذه الحقيقة، لكن يفضل أن تجري فحوصات عامة على الأقل تتأكد من مستوى فيتامين ب 12، ووظائف الغدة الدرقية لديك، إن كانت طبيعية فهذا أمر جيد ولا أحسب أنك قد أصبت إصابة دماغية.

ثم نأتي للجوانب أو الأسباب النفسية، وأهمها الاكتئاب النفسي والقلق النفسي، وفي بعض الأحيان تكون الأسباب اجتماعية بمعنى أن الإنسان أصبح مهملاً وغير مكترث ولا يزود نفسه بالمعارف، وأصبحت لديه أمور أخرى تشغله مما جعلته ينحرف عن الحياة المستقرة والطبيعية، هذا أيضاً قد يشتت التركيز كثيراً، أنا أتكلم بصفة عامة ولا أتكلم عنك أنت على وجه الخصوص، فهذه هي الأسباب النفسية والذي أراه بصفة عامة.

إذا كانت كل فحوصاتك طبيعية ولا توجد أسباب نفسية هنا -أيها الفاضل الكريم- يمكن أن تحسن من مقدراتك المعرفية، وذلك من خلال الآتي:

أولاً: أن تنام النوم الليلي المبكر، النوم الليلي يؤدي إلى ترميم كامل في خلايا الدماغ مما يحسن من قدرتها وسعتها الاستيعابية.

ثانياً: أن يكون غذائك متوازناً.

ثالثاً: القراءة والاطلاع والاستماع الحسن والتفاعل مع أهل المعرفة والعلم دائماً يزيد من استيعابنا.

رابعاً: حسن إدارة الوقت وتنظيمه، وأن تكون لك أهداف واضحة في الحياة، وتضع الآليات التي توصلك إلى أهدافك.

خامساً: تلاوة القرآن الكريم بتجويد وتمعن وتدبر هذا قطعاً يرفع من القوة المعرفية عند الإنسان.

سادساً: ممارسة الرياضة، الرياضة تؤدي إلى كثير من تحريك القدرة المعرفية عند الإنسان بصورة إيجابية.

هذه هي الخطوات العامة التي أراها مفيدة جداً لتحسين الاستيعاب وتطوير المقدرات المعرفية، أتمنى أن أكون قد أفدتك بما هو مطلوب، وأشكرك مرة أخرى على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً