السؤال
السلام عليكم ورحمة الله.
أنا شاب مصري، أبلغ من العمر 25 عامًا، تربيت على الأخلاق والاحترام، ولكن للأسف، أعاني كثيرًا بسبب هذه القيم، ففي بلدي يصعب التعامل بالأدب والاحترام، إلَّا مع قلة قليلة ممَّن رحمهم ربي.
هذا الأمر يرهقني نفسيًا بشدة، لدرجة أني استشرت طبيبًا نفسيًا، وتناولت علاجًا اسمه ليسترال، ولكن يبدو أن المشكلة أعمق من مجرد علاج نفسي، أعلم أن طبيعتي حساسة بعض الشيء، ولكن شكواي الأساسية هي من أسلوب تعامل الناس والجشع وانعدام الضمير الذي أراه في قلوبهم في مختلف المجالات.
يبدأ الأمر من سائق الميكروباص الذي يستغل الركاب بطلب أجرة تفوق حقه، مرورًا بجشع التجار واستغلال شركات الخدمات للمواطنين، سواء كانت شركات المحمول أو المواد الغذائية وغيرها، وصولًا إلى المسؤول في أي قطاع حكومي يستغل منصبه وسلطته.
مع العلم أنني بفضل الله أعمل في مكان محترم له سمعته ومكانته في الدولة، ولكن لا يتفق مع طبيعتي أن أستخدم سلطة أو اسم الجهة التي أعمل بها لتحقيق غرض ما، حتى لو كان هذا الغرض من حقي.
للأسف، لا أعرف كيف أتصرف في مثل هذه المواقف، وأتساءل: هل تصرفي هذا صحيح أم خاطئ؟ وإذا كان صحيحًا، فلماذا أشعر بهذا التعب النفسي؟ وإذا كنت مخطئًا، فما الذي يجب عليّ فعله وكيف أتغير؟
بعد أن كنت أسعى جاهدًا لتجهيز نفسي، ومتشوقًا للزواج من الفتاة التي أدعو الله أن يرزقني بها زوجة، أصبحت الآن خائفًا من المسؤولية، وأشعر أني لستُ أهلًا لها ولن أستطيع تحمل أعباء بيتي وأمام زوجتي وأولادي.
حاولت مرارًا وتكرارًا أن أتحدث وأقف في وجه من يحاول استغلالي، وأحيانًا يصل الأمر إلى مشادات وخلافات وصراخ، في حين أن الناس يرون الخطأ ويسكتون، وأجد نفسي وحيدًا في مواجهة ذلك، فماذا بعد؟ وإلى متى سيستمر هذا الوضع؟
أنا أصلي الحمد لله، وأحاول قدر استطاعتي الحفاظ على ديني، ولكن وسوس لي شيطاني بتمني الموت من الله، معتقدًا أن هذا هو السبيل الوحيد للراحة والهروب من عالم مليء بالظلم وانعدام الضمير إلى عالم هادئ خالٍ من المشاحنات والضغوطات، وربنا أرحم بعباده.
أعلم أني حساس أكثر من اللازم، ولكن شكواي حقيقية وواقعية، ومن الطبيعي أن أتأثر، فالأمر ليس مجرد مشاعر وحساسية مفرطة، فما هو توجيهكم؟