السؤال
السلام عليكم..
سأسرد قصتي بكاملها عسى أن جد منكم نصحا وإرشادا.
عمري 25 سنة، أصلي، وأخلاقي حسنة، محبوب عند أهلي وعائلتي، أساعد من يحتاج إلي، وشخصية موسوسة.
مؤخرا تطورت وسوستي إلى وساوس العقيدة بين ليلة وضحاها، تمنيت الموت في البداية, المهم بدأت معي الوساوس كأين الله؟ من خلق الله؟ واسترسلت معها، لم أكن أعلم بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا المجال، بدأت أبحث علي أن أجد الجواب الشافي لكي أتخلص من هذه الوسوسة ولكن دون جدوى، كأنني أصب الزيت على النار!
تكاثرت الوساوس لدي حتى أضعفت إيماني وشككتني في كل شيء، لدرجة أن رأسي أصبح يؤلمني من كثرة التفكير، ومع ذلك لم أقطع الصلاة ولن أقطعها، وعندما يقول لي شخص ذلك محض الإيمان أقول في نفسي أين هو الإيمان لم يعد هناك إيمان.
أصبح صدري وقلبي خال من الإيمان، وقاس في نفس الوقت، كأنني لم أكن مسلما من قبل، ونفسيتي مدمرة، وأصبح كل تفكيري في هذا الأمر، أحلامي تبخرت, عملي لا أركز فيه، صلاتي كأنها عادة يومية؛ لأنها صلاة بدون خشوع، وعندما أقرأ القرآن كأنني أتلو كتابا عاديا.
مؤخرا أصبحت نفسيتي جيدة بعض الشيء؛ كأن الوسواس توقف عني، ولكن لم أعد أقتنع بأي شيء حول الدين كالمعجزات أو الرسول وغير ذلك, لا أعرف السبب؟ هل هو خلل في الدماغ؟ وعندما أبدأ أفكر في شيء يذهب تفكيري إلى أبعد الحدود، حتى أصبحت لا أريد التفكير في شيء يخص الدين، لا أعلم هل ما زلت على الملة رغم كل هذا أم لا؟!
مع ذلك لازلت أصلي، وأقرأ القرآن، وأبر والدي، وأصل الرحم، وأعامل الناس معاملة حسنة، وأتصدق، ولا أقدر فعل المحرمات، أقول في نفسي عسى الله أن يجد لي طريقا للخروج من هذه المعضلة الكبرى.
أعلم أنني إن لقيت الله بهذه الشكوك سأدخل النار لا محالة، لأنها استقرت بقلبي.
تمنيت لو رجعت بي الأيام إلى الوراء لما كنت استرسلت مع هذه الوساوس، وتمنيت أن ترجع بي أيام الإيمان وحب الحياة, مع الوقت أبدأ أتحسر على حالي وأبكي على ما فقدت، وأرى نفسي في جهنم، فكيف أسترجع الإيمان؟ فلا حياة في الحقيقة بلا إيمان؟