السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزى الله القائمين على أمر هذا الموقع المبارك، فو الله إنه يفيدنا كثيرا -والحمد لله-، أتذكر بداياتي مع الموقع، وأنا في الحادي عشر من عمري، أنزّل المقاطع الدعوية من موقعكم المبارك، وما زالت صلتي بالموقع طيبة، فجزاكم الله عنا خير الجزاء وأثابكم رضاه.
أنا طالب هندسة كهربائية في بلد أجنبي، وتبقت لي ثلاث سنوات للتخرج بإذن الله تعالى، والحمد لله ملتزم بديني -زادنا الله ثباتا عليه-، ولكني أجد في نفسي اشتياقا للرفيق أو لشخص آنس إليه وأشاركه همومي، أحس أن لدي رغبة في أن يكون بقربي شخص أهتم به وأحبه! أجدني ككتلة مشاعر يمنعها الحياء والخوف من الله من أن تقارب ما لا يرضى الملك.
أحاول طرد هذا المشاعر، ولكن بدون فائدة، فأقعد الأيام والليالي ذوات العدد والحزن مطبق عليّ، حينها أفقد القدرة على عمل أي شيء، حتى المذاكرة التي اغتربت من أجلها، كما أن العبادات تصبح ثقيلة عليّ جدا وقتها.
أجلس وكأني أتمنى أن يأتي من حبيب لي يؤنسني، ويذهب ما بي من وحشة واشتياق.
تأثرت دراستي جدا، مع العلم أنني من المبرزين جدا والمتفوقين على مستوى بلدي بفضل من الله عز وجل.
لا أبرح التفكير دوما عن فتاة ملتزمة، وعلى خلق ودين كانت تدرس معي في بلادي في نفس التخصص إلى أن اغتربت أنا خارج البلاد، لا نتحدث أبدا ولا نتواصل.
كم أتمنى أن أتزوجها، مع علمي بوجود كل هذه الموانع من صغر سننا، وعدم إكمالنا للدراسة واغترابي أيضا، لكن بالي دائم الانشغال بها ونفسي تتوق إليها جدا، وأتمناها حليلة لي.
ولا أظن أن خطبتها شفاء لحالي وأظن أن الزواج غير ممكن والله أعلم، وأخاف جدا أن يسبقني إليها ويتزوجها أحد غيري، خصوصا أنها على خلق ودين وحسن وملاحة -تبارك الرحمن-.
أتقي المناظر الخليعة للفتيات هنا بعد تقوى الله وصبري بتذكرها هي، وكأنني أصابر وأرابط كي أستحقها.
أحيانا أقرأ استشارات تقول أن املأ فراغك، وأن ما بك إنما هو لفراغك، وعليك أن تشتغل بما ينفعك وغيرها من النصائح التي أطبقها، فأشترك في دورات لتدبر القرآن الكريم، وأقرأ كتبا دينية مفيدة، ولكن لا تنفك عني مشاعري أبدًا، حتى إذا سكنت للراحة أتذكر وتراودني خواطري عن نفسي، ولا أخلد إلى النوم إلا وطيفها زائر عزيز لي.
هل هذا -رضي الله عنكم- بسبب الغربة التي أعيشها أم ماذا؟ لأنني طالما جلست مع نفسي أتساءل هل مشاعري حقيقة تجاهها أم لأنني مفارق للأهل والأصحاب؟ وماذا يجب أن أعمل لمجابهة مشاعري وكبح جماحها؟ لأنني أريد التفوق وأحقق هدفي الذي جئت من أجله وأن أرجع سالما غانما متفوقا.
أحبكم في الله لما تقومون به من عمل طيب، وأرجو أن تتكرم علينا أناملكم الفياضة وتجود بالحل والدواء.
وجزاكم الله خيرا.