السؤال
السلام عليكم
أتقدم بالشكر الجزيل لفريق إسلام ويب على الخدمات الاستشارية في مختلف الحالات المرضية، سائلاً المولى القدير أن يبارك جهودكم في خدمة الجمهور العربي والإسلامي.
كما ذكرت لكم سابقاً بأني أعاني من الرهاب الاجتماعي المعمم منذ الصغر، وهو موجود في العائلة بشكل عام على الرغم من أسلوب التربية الصحيح، والقائم على تشجيع الوالدين لنا في الذهاب للمسجد، وتلاوة القرآن، ونشارك في مختلف المناسبات.
استخدمت دواء السيروكسات لعلاج الرهاب منذ 14 عاماً، وأتوقف في بعض الأوقات لفترة محددة بالتدرج، وأرجع أستخدم الدواء تارة أخرى، وأنا على هذه الاسطوانة، بالإضافة لتناول دواء الاندرال.
خلال الفترة الماضية توقفت عن تناول السيروكسات والاندرال لمدة شهرين، ولاحظت أن معاناتي من القلق خفيفة جداً لحد هذه اللحظة، إلا أن الأعراض الجسدية مثل احمرار الوجه وارتعاش الأطراف ورجفة الصوت ما زالت على حالها؛ مما جعلني أضطر لاستخدام الاندرال 20 جرام، والحمد لله؛ فالأمور طيبة.
للعلم: أنا أنسان اجتماعي، وأحضر جميع المناسبات، ويوجد لدى الكثير من الأصدقاء، وأشارك في عدد من الفعاليات، ومحافظ على صلاتي، وتوجد لدي أسرة، ولكن بدون علاج دوائي للرهاب لا يمكن أن يحدث ذلك.
هل ممكن أن أتوقف عن السيروكسات نهائياً وأستخدم الاندرال فقط عند الضرورة؟ وهل لمدة طويلة أم أستخدمه بشكل يومي؟
أنا بعمري تقريبا 32 سنة، وأقرأ بأن الرهاب في هذا العمر يختفي، هل هذا صحيح -على الرغم أني لم أشعر بذلك حتى اللحظة- أم أنه يمكن أن يكون مزمناً؟
يوجد لدى عدد 2 من الأبناء في عمر 5 و8 سنوات، مصابان بهذا المرض، ولاحظت ذلك من خلال بعض المواقف التي رأيتهم فيها يرتعش جسمهم في بعض المواقف، ومنعزلون في المدرسة ولا يستطيعون الحديث في الصف على الرغم من معرفتهم بالإجابة، إلا أنه بعد التشجيع والتعامل بطريقة النجوم، والتعاون مع المدرسة؛ أصبحوا -ولله الحمد- يشاركون ويختلطون مع أقرانهم، إلا أنه تظهر عليهم ملامح الخوف بشكل دائم، حتى إن المعلمين يقولون لنا: إن أطفالكم يخافون بشكل مفرط، ويظهر ذلك من خلال تعاملهم وملامح وجوههم!
ما هي الاستراتيجيات المناسبة للتعامل معهم؟ أنا أخاف عليهم من هذه الصفات والمرض أن يستمر معهم مثلي لفترات طويلة.
السؤال الثالث: لماذا دائماً تذكرون في استشاراتكم بأن الرهاب الاجتماعي هو مختلف عن الجبن، على الرغم من أن صفات الشخص الرهابي هي صفات الجبان تماماً؟ هل لرفع معنويات الشخص المصاب؟ وما معنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (اللهم إني أعوذ بك من البخل والجبن)؟ ما المقصود بالجبن؟ ولماذا استعاذ الرسول منه؟ وفي حديث آخر قول الرسول عليه السلام عندما سئل هل يكون المسلم جباناً؟ قال: (نعم). وقوله (شر ما في رجل شح هالع وجبن خالع).
كذلك قوله تعالى: (أشحة عليكم فإذا جاء الخوف رأيتهم ينظرون إليك تدور أعينهم كالذي يغشى عليه من الموت فإذا ذهب الخوف...) إلى آخر الآية الكريمة.