السؤال
سلام عليكم.
أنا شاب 20 سنة، رسبت في شهادة الثانوية بسبب بعض المواد كاللغات الأجنبية والفلسفة، أحب كثيراً أن أكون خطيبا لكن ضاع الحلم، فهل هناك طريق أخرى لكي أكسب العلم الشرعي؟
سلام عليكم.
أنا شاب 20 سنة، رسبت في شهادة الثانوية بسبب بعض المواد كاللغات الأجنبية والفلسفة، أحب كثيراً أن أكون خطيبا لكن ضاع الحلم، فهل هناك طريق أخرى لكي أكسب العلم الشرعي؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Lyes حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فنسأل الله العظيم أن يرزقك العلم النافع والعمل الصالح، وأن يبلغك المنى والمناجح، وأن يحشرنا وإياك مع رسولنا وسلفنا الصالح.
فمن أراد الدنيا فعليه بالعلم، ومن أراد الآخرة فعليه بالعلم، ومن أراد الدنيا والآخرة فعليه بالعلم؛ ولا عجب فإنه ستقوم القيامة وسيظهر للناس منازل العلماء: (( يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ))[المجادلة:11].
والعلم هو أول مطلوب، (والعلماء هم ورثة الأنبياء، والأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً وإنما ورثوا العلم؛ فمن أخذه أخذ بحظ وافر)، والعالِم تَستغفر له النملة في جحرها والحيتان في بحرها، والفقيه أشد على الشيطان من ألف عابد، وهنيئاً لمن رغب في طلب العلم الشرعي، والملائكة تضع أجنحتها لطالب العالم رضا بما يطلب.
والصواب أن يبدأ المسلم بدراسة ما يصحح به عقيدته وعبادته، ثم يشرع في طلب العلوم الأخرى، فكلها مطلوبة، ثم ينتقي ما تميل إليه نفسه ويتوافق مع مواهبه فيتبحر فيه، مع ضرورة أن يكون القصد خالصاً لله، والمخلص ينال الأجر مرتين، ويجد العون على مواصلة الطلب؛ فإنه ما كان لله دام واتَّصل، وما كان لغير الله انفصل وانقطع.
ولكني أنصحك بتكرار المحاولة، فإن الرسوب ليس هو نهاية المطاف، لكنه خطوة على طريق التصحيح والنجاح، فاستعن بالله ولا تعجز، واعلم أن لكل مجتهد نصيبا، والمؤمن يفعل الأسباب ويرضى بقسمة الوهاب، وبذلك يسعد في الدنيا ويفوز في يوم الحساب، والفرص أمامك واسعة وسانحة، والعلم الشرعي متاح في هذا العصر، وهناك دورات علمية تعقد في المساجد، والقنوات الفضائية مثل قناة المجد وكذلك عبر شبكة الإنترنت، وعن طريق الجامعات المفتوحة.
والخطابة مهارة يكتسبها الإنسان بكثرة ممارسته لها والحرص على أن يدرب نفسه، ولا شك أن الخطابة فيها جانب موهوب وآخر مكتسب، مع ضرورة الاهتمام بالعلوم المساعدة، مثل اللغة العربية وزيادة الحصيلة الثقافية.
والله الموفق.