السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
سأتحدث عن مشكلتي بالتفصيل، بدأت منذ أن سمعت أن شابا عمره 24 سنة يسكن قريبا منا انتحر -الله يرحمه-، فقد كان متفوقا ويدرس جيدا، انتحر قبل حفل تخرجه بأسبوع، تأثرت وانشغلت بالتفكير كثيرا عما جعله ينتحر؟ وصرت أتكلم دائما وأقول في نفسي إنه شيء خاص، وبعد أيام قالت لي إحدى الجارات إنه كان مريضا بمرض الفصام، وكأن صوتا في أذنه، فزاد انشغالي كيف يكون مريضا ومتفوقا في الدراسة وعائلتهم ميسورة يعمل هكذا؟
أصابني وسواس أنني سأنتحر مثله أو سأفقد الوعي وانتحر، وبدأت تأتيني وساوس أن أهلي لا يعاملونني بطريقة جيدة، وأتذكر المواقف التي كانوا يشتمونني فيها (يعني صار تفكيري يتذكر فقط الأوقات الصعبة)، وصرت أراقب أذني، وأخاف أن يتكلم لي أحد في أذني، وأراقب تصرفاتي، فنقص وزني كثيرا في مدة قصيرة، وتغيرت كثيرا، وأصبحت لا أريد الاختلاط بالناس ولا أريد رأيتهم، وأريد أن أبقى فقط على سريري، وأبكي وأبحث في الإنترنت.
وفي وقت النوم ليلا كنت لا أنام نهائيا بسبب الخوف، وأتكلم مع نفسي كثيرا، صارحت أمي بحالتي ولكنها لم تفهمني، وبقيت على هذا الحال مدة 3 أشهر، لدرجة أنني صرت أحس بشعور سيء ومرعب، وأحس بالذنب (كأنني قاتلة أحد ما) وفاقدة الأمل في حالتي، وهربت عن الواقع (يعني ما زلت أتذكر أمي والجميع وأننا خلقنا الله سبحانه وتعالى).
تفكيري تبدل 100% لدرجة أنني صرت أرى السماء قريبة على الأرض، وأرى الدنيا سوداء، وصرت لا أعتني بنفسي أريد أن أبقى مستلقية على السرير فقط، وعندما كنت أبدأ في الصلاة أشعر ببرودة في رجلي، وأحس كأنني سأموت، وتتزايد دقات قلبي، وشعور أنني سأكمل الصلاة وأنا أبكي، وأذهب إلى أمي وأنا مسرعة لكي أموت بجانبها، وللأسف في تلك الأيام تركت الصلاة -سامحني الله- كنت أخاف كثيرا، وبعدها قرر أخي جزاه الله خيرا أن يذهب بي لدكتور نفسي، وجلست أمام الدكتور وأنا أبكي وتحدثت له، وشرحت سبب وماذا أحس به، ولكنني لم أشرح له بالتفصيل، ولما غلب علي البكاء قلت له أنني أريد أن أنتحر؛ لأنهم تركوني حتى وصلت إلى هذه الحالة سامحني الله على هذه الكلمة، ووصف لي دواء (نوديب) نصف حبة لمدة أسبوع، وبعدها حبة بعد الغداء، ودواء (اثيميل) نصف حبة ليلا.
الآن صار لي 4 أشهر وأنا أتناول الدواء، تحسنت قليلا ولكن ما زلت لا أرغب في الدراسة والخروج، وأشعر بالخوف، والشيء الذي يؤرقني هو الحديث السلبي مع النفس مثلا: أتخيل نفسي أني قلت للدكتورة شيئا وأجاوب نفسي بدورها بجواب سيء وسلبي، أتكلم مع نفسي في جميع الأوقات لدرجة أنني أسهو كثيرا، ولا أركز مع من يخاطبني، ولا أركز في مجمع الحديث، وصرت أكره نفسي لهذه العادة، ولا ألقى راحتي على هذا الحديث.
أتمنى يا دكتور أن تنصحني بنصائحك الثمينة، وتدعو لي في صلاتك، وكل من قرأ استشارتي يدعو لي، والله يشافي الجميع، وآسفة على الإطالة.