الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الخوف من الموت الذي عطل حياتي، فما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أريد أن أطرح عليكم قصتي.
منذ أربعة أشهر بدأت مشكلتي بعد وفاة صديق لي، ومن ثم وفاة عمي، وبعدها بدأت أشعر بضيق في الصدر، مع وغزات شديدة، أصبحت أشعر أني سأموت، وعندما أسمع كلمة موت أشعر بالقلق والخوف الشديد، وأصبحت أسمع كلمة موت عدة مرات في اليوم، وأسمع وفاة أشخاص كل يوم في حوادث سير مؤسفة، ومنهم صديق لي بالجامعة.

أصبحت أخاف من الموت بشكل كبير، وأصبحت شهيتي للأكل ضعيفة للغاية، وأصبحت تأتيني وساوس بالأمراض الخبيثة، رغم أني أجريت فحوصات طبية وكانت جيدة.

ذهبت إلى طبيب نفسي وكتب لي أدوية منها سيبرالكس، وسيروكسات، وفولفوكسامين، ولكني لم أشعر بتحسن، أصبحت أشك بوجود مرض، وأصبت بالاكتئاب، حتى أني أعاني بألم بأسفل الظهر، وألم في الفك السفلي، وأشعر بأني لا أستطيع الوقوف على قدمي، وأصبحت أشعر بحكة في جسمي، الأمر الذي جعل الخوف كبير بالنسبة لي.

أرجو المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مالك حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأرحب بك في الشبكة الإسلامية، أيها الابن الفاضل أنت تعاني من قلق مخاوف ظرفي ذو طابع وسواسي، وهذا ناتج من تشوه وخطأ المفاهيم حول الموت، أنا أعرف أنك مدرك أن الموت حق، والموت أمر يخيف الناس، لكن يجب أن يكون الخوف منه خوفاً شرعياً وليس خوفاً مرضياً، أنك ميت وإنهم ميتون هذا أمر لا شك فيه، فهذا موضوع يجب أن تنظر إليه بهذه الكيفية أن الأعمار بيد الله، والآجال محتومة وهي بيد الله، وأن تسأل الله تعالى أن يحفظك وأن يعافيك وأن يطيل في عمرك وأن تعمل الصالحات هذا يا أيها الفاضل الكريم يبعث فيك روحا جديدة، تفكير إيجابي عظيم بدون وسواس بدون توجس.

أذكار الصباح والمساء، أذكار النوم مطمئنة جداً، الصلاة في وقتها، الخشوع، بر الوالدين، أن تمارس رياضة، أن تجتهد في دراستك لتكون من المتميزين والفائزين، الصحبة الطيبة هذا هو علاجك وليس أكثر من ذلك، الأدوية لم تفدك؛ لأن علاجك ليس دوائيا في المقام الأول، علاجك هو تغيير المفاهيم على الأسس التي ذكرتها لك، ويمكن أن تتناول دواء تدعيمي فقط وأنا أرشح عقار سيرترالين وهذا مسماه العلمي، ويسمى تجارياً لسترال أو زوالفت وربما تجده في فلسطين المحتلة تحت مسمى آخر، تناوله بجرعة صغيرة ابدأ بنصف حبة أي 25 مليجراما ليلاً لمدة 10 أيام، ثم اجعلها حبة واحدة ليلاً لمدة 3 أشهر، ثم نصف حبة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين آخرين، ثم توقف عنه تناوله، الدواء فقط تدعيمي لكن العلاج يقوم على المبادئ الإسلامية والسلوكية والنفسية والاجتماعية التي حدثتك عنها.

أسأل الله تعالى أن يحفظك، وأن يبارك فيك، وأشكرك على الثقة في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً