السؤال
أنا عانيت في صغري من مشاكل أسرية شديدة جدا، كالعنف، والفقر، ولكن ليس هذا المهم، فكل أفراد الأسرة عاشوا هذه الظروف ولست وحدي، ولكن كنت الأشد تأثراً بينهم، ووصفوني مزحاً بـ (الخوافة).
مرت السنوات وتخرجت من الثانوية بمعدل ممتاز 99٪، ودخلت تخصص أرغبه وبي من الحماس والإقبال، وبعد أن بدأت فترة الامتحانات أصبحت في حالة مزرية، خوف شديد، وغثيان، وقلة شهية، وحزن، وبكاء، ولكن لم أستسلم، وأكملت، ونجحت في جميع المواد بمعدل مرتفع.
استمرت هذه الحالة إلى بداية الفصل الثاني، وكانت في ازدياد، وبدأت الاختبارات الشهرية، كنت أدرس في الشارع لشدة ما أعاني من قلة التركيز، والخوف، وعدم الرغبة في البدء بأي شيء.
قررت أن أعتذر عن الجامعة وللأبد، رفض جميع أهلي، ولكن كانت حالتي في ازدياد إلى أن قدمت برضى الجميع.
بدأ الإحباط، والانهزام، والاشمئزاز من نفسي، عراك في داخلي، بدأت بمسيرة حفظ القرآن، وبعد سنتين بدأ يراودني نفس الشعور بترك مسيرة الحفظ، الأعراض التي كنت أعاني منها، والآن أشعر بها.
ضيق، انعدام الشهية، خوف، رؤية سوداوية للحياة، المكوث في الفراش، وعدم الرغبة بأي شيء، بكاء وخصوصاً عند الاستيقاظ من النوم، التفكير (بشدة) بالانتحار، أخاف جداً أن أفعلها وأخسر الدنيا والآخرة.
وقد ذهبت إلى طبيب نفسي ووصف لي بروزاك ولم يكن سريعاً، فوصف لي بباروكسات مع حبوب مهدئة ومنومة، استمررت عليها ثلاثة أشهر، ثم تركتها تدريجيا من تلقاء نفسي؛ لأني لا أستطيع تحمل المبالغ، بالإضافة إلى كره نفسي عند تناول العقاقير النفسية.