السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
مقدما شكرا لكم على جميع ما تقدمونه في سبيل مساعدة المحتاج، جعله الله في ميزان حسناتكم وجعلكم من أهل الجنة.
أنا شاب بعمر 16 سنة، متفوق في الدراسة، وأعيش حياة طبيعية -والحمد لله- لكنني عانيت طيلة سنوات من الوسواس الفكري، القلق، التوهم المرضي، ونوبات هلع متكررة، وكنت دائم الكتمان حيث كنت أحاول التخلص من الأفكار الوسواسية بنفسي دون مساعدة، أو إخبار أحد، وكنت كلما أتخلص من فكرة تأتي فكرة جديدة لتشغل تفكيري، وترهقني إلى أن تزول وتأتي فكرة بعدها وهكذا.
لكن منذ شهر وعدة أسابيع نهضت على غير العادة، حيث أحسست بشعور مختلف لم أشعر به من قبل، وكأن العالم قد تغير من حولي، وكأنني شخص آخر، إدراكي للعالم اختلف ومشاعري اندثرت، كأنني أصبحت إنسانا آليا يتحرك فقط بدون مشاعر، كأنني انفصلت عن الواقع، ذلك الإحساس جعلني أشعر بنوبة رعب كبيرة، وأحسست أني مصاب أو سأصاب بالجنون، وهذا الوسواس لم يتركني.
دخلت الإنترنت للبحث عن أعراض الجنون، أو كيف يفكر الشخص المجنون لأصطدم بكمية من المقالات التي تتحدث عن الأمراض العقلية كالفصام والذهان، ورغم قراءتي أن الإنسان المجنون أو المريض عقليا لا يعلم بأنه قد انفصل عن الواقع، أو إنه مريض إلا أن ذلك لم يفدني، وما زاد حالتي سوءا قراءتي عن طريقة تفكير المصاب بالفصام، وهي أنه يشك بالناس من حوله بأهله وأصدقائه، ويظن أن الكل يحاول قتله أو التخلص منه أو تسميمه، وهذه الأفكار علقت في ذهني منذ قراءتها، وما زادني رعبا إنه عندما جهزت أمي الغداء وأثناء مناداتها لي جاءتني فكرة أن الأكل قد يكون مسموما، ورغم أنني مدرك تمام الإدراك أن هذه الفكرة تافهة جدا ومستحيلة، فكيف لأمي التي تحبني أكثر من نفسها أن تقوم بتسميمي، ولم يتوقف الأمر هنا بل عند قرائتي أن مريض الفصام يمكن أن يسمع أو يرى أشياء لا يراها آخرون.
أصبحت أتأكد من كل صوت أنه حقيقي ورغم أنني لم ألاحظ أو أسمع شيئا غير طبيعي -والحمد لله- ولا يوجد أي شخص مصاب به سواء من طرف أبي أو أمي أو من بعيد، لكن وسواس الإصابة بالفصام لا زال يطاردني وتفكيري أصبح غير منطقي، عند النوم تأتيني أفكار غريبة جدا وتافهة، مثل أن الملح لونه أخضر ومن هذا القبيل، أفكار غريبة جدا لدرجة أنها ترعبني ولا تسمح لي بالنوم، هذا ما أعانيه باختصار.
أرجو منكم إجابتي حول سلامة صحتي العقلية.