الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما سبب نوبة الكهرباء في الرأس أثناء النوم؟

السؤال

السلام عليكم.

أعاني منذ ثلاث سنوات من حالة ما بين النوم والاستيقاظ، حيث أشعر برعشة في رأسي مثل الصعق الكهربائي، وتشنج في رقبتي، وضيق في التنفس، ولا أستطيع تحريك أطرافي، مع أني أكون واعية وأسمع أصوات من حولي، وأصدر صوتا حتى يسمعوني ويقظوني لأتخلص من الحالة، وأهلي يعتقدون أني أرى كوابيس في تلك اللحظات، ولا يفهمون شعوري، ويقولون إني أبدو كالغريق أحرك رأسي يمنة ويسرى.

هذه الحالة تحدث معي حتى في القيلولة، ويضحكون ويقولون هل ترين كوابيس حتى في القيلولة؟ أصبحت أخشى النوم، أرجو توجيهي ومساعدتي، وبارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونسأل الله لك العافية والتوفيق والسداد.

هذه الظاهرة معروفة جدًّا، ونشاهدها عند الأشخاص الذين لديهم إجهاد نفسي أو إجهاد جسدي أو لديهم درجة من القلق، أو أن الساعة البيولوجية لديهم من حيث تنظيم النوم ليست منتظمة، بمعنى أنهم في بعض الأحيان يسهرون، وفي أيام أخرى ينامون مبكرا، يميلون مثلاً للنوم النهاري من وقتٍ لآخر، لذا تظهر هذه الظاهرة، ونعتبرها نوعًا من الهلاوس الكاذبة.

النوم له أربع مراحل، وهذه الظاهرة تظهر في المرحلة الأولى من النوم، حيث إنها مرحلة يكون فيها النوم خفيفًا جدًّا، وتكون هنالك حركة للعضلات، خاصة عضلات العين.

فإذًا الحالة معروفة جدًّا، ويتم علاجها من خلال: تجنب النوم النهاري، هذا مهمٌّ جدًّا، تثبّتي وقت للنوم الليلي، وتجنبي السهر، كوني في حالة استرخاء تامٌّ قبل النوم. مثلاً بعد أن تتوضئي اقرئي صفحات من القرآن الكريم، ثم قومي ببعض تمارين الاسترخاء، (تمارين التنفس المتدرج، وتمارين قبض العضلات وشدِّها ثم استرخائها)، ويمكن أن تطلعي على بعض البرامج على اليوتيوب لمعرفة كيفية أداء هذه التمارين، مفيدة جدًّا، ويكون هنالك حرصًا شديدًا على أذكار النوم. كما أن تجنب تناول الشاي والقهوة وكل محتويات الكافيين بعد الساعة السادسة مساءً، مهمٌّ جدًّا.

أيضًا تجنب الكتمان، حاولي أن تُعبّري عن ذاتك، وحاولي أن تنظمي وقتك، وحاولي أن تمارسي أي نوع من الرياضة، وتجنبي أيضًا الطعام الدسم في الليل.

هذه هي الإرشادات التي أودُّ أن أوجّها لك للتخلص من هذه الظاهرة. الظاهرة مزعجة بعض الشيء لكنها حميدة، ولا تدلُّ على وجود مرض نفسي أو عضوي حقيقي. كما ذكرتُ لك قد تكون مرتبطة بشيء من القلق النفسي البسيط أو الإجهاد النفسي، لكن عدم تنظيم النوم هو من الأسباب المهمة جدًّا.

في بعض الأحيان ننصح بتناول جرعة صغيرة من أحد الأدوية المُحسِّنة للمزاج – أي المضادة للاكتئاب – وإن كان لا يوجد اكتئابًا، لكن وُجد أن هذه الأدوية مفيدة، خاصة أنها تُحسّن النوم. مثلاً: عقار (إميتربتالين) بجرعة عشرة مليجرامات ساعة قبل النوم؛ أيضًا يُساعد كثيرًا في اختفاء هذه الظاهرة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً