السؤال
السلام عليكم.
لن أطيل، وسأحاول الإيجاز، أنا في السنة الثانية في كلية الطب، الصغرى من الأبناء، أعاني من أحلام اليقظة منذ كنت في الثالثة عشر من عمري، هروبا من الواقع وتحقيق الكثير من الأمنيات، والدي فاقد البصر وعصبي، ولدينا الكثير من المشاكل، حيث لا يخلو منزلنا يوما من الصراخ، والكثير من الأمور المعقدة لا يسعني كتابتها.
قضيت معظم سنوات عمري وحيدة في المنزل، لا أحد يفهمني، وأصبحت عصبية وأتصرف بقسوة مع من هم حولي، لكن خارج المنزل لطيفة ومرحة، رغم أن داخلي يرفض ذلك التصرف مع أهلي، لكن أسلوبهم وعدم تفهمهم وسيطرتهم جعلتني لا أهتم، فأغلق على نفسي باب غرفتي، ولا أطيق معاملة الأشخاص.
مع العلم ـنني لا أخرج من المنزل بسبب عدم وجود مواصلات، وكثير من الأمور لا يمكنني فعلها بسبب ذلك، وألتزم الصمت إلا أني فقدت شخصا عزيزا علي، وكنت في سنتي الدراسية الأخيرة في المدرسة، وكانت المرة الأولى التي أفكر بماذا أريد، أو أتحدث عن رغبتي بالدراسة.
أنا غارقة في أحلامي والبكاء على وسادتي، كلما يؤذيني شخص أجعل علاقتي به محدودة، لا أثق بأحد، ولا أتحدث مع أحد عن أبسط الأشياء وإن كان ذلك أقرب الناس لي، أصدقائي قلائل رغم معرفتي بالكثير.
الحمد لله الآن أدرس في الخارج، وقد اجتزت مرحلة صعبة، وأحاول اجتياز الباقي، وكأني لم أعش إلا السنتين الماضيتين، لكن ما إن أعود للمنزل إلا وأغرق بأحلام اليقظة وأكره نفسي، ولا أرى أن لحياتي معنى، ولا أريد فعل شيء حتى أحلامي أعلم أن الكلام كثير وغير منظم، لكن أتمنى المساعدة بقدر ما تفهمتم من المشكلة، شاكرة لكم.