السؤال
السلام عليكم
عمري ١٧ سنة، وقد أصبت بالوسواس منذ أن كان عمري ١١ سنة، بعد أن عشت الإيمان -ولله الحمد- بدأ لي في النظافة وكنت أقاومه، ثم تدرج لي في أنواع كثيرة أخرى حتى أتتني أغلب الأنواع انتهاء بالوسواس الكفري.
كنت في تلك المرحلة الصعبة في صراع دائم مع نفسي لا يتوقف، ولا أستطيع الذهاب لمعالج نفسي، حتى إنني لم أكن أبوح لأحد بشيء عن أمري حتى أهلي.
لما ضقت ذرعا ورأوني أكثر من مرة وأنا أفعل أشياء وسواسية أحسوا أنني لدي خطب ما، لكن هم لا يصدقون بالأمراض النفسية، صاروا يعدونني أنهم سيأخوذوني لطبيب نفسي لكن هيهات.
في تلك الفترة حالتي ازدادت سوءا، وكنت أحلم فيها بكوابيس أنني كافرة، وأنني مرتدة، ومن ذاك القبيل، الآن أشعر أنني راضية عن الوسواس ومتعايشة معه، وأشعر أن قلبي مات ولم يعد أي شيء يؤثر في أبدا.
أشعر أنني لا أستحق هذه الحياة أبدا، وكلما أتذكر ما كنت عليه في السابق ازدادت حسرتي، أريد العود لكن كيف؟
أنا -الحمد لله- طالبة في الأزهر الشريف، أحفظ القرآن وعلى دراية بكثير من علوم الفقة والحديث والتوحيد، كنت في السابق أرى النور في العلم وفي طاعة الله، ولم يكن عندي هدف في الحياة إلا ذلك، ثم سلبت كل شيء.
كانت عندي قدرات حباها الله لي حتى مكنتني -بفضل الله- أن أحصد المركز الأول على فرقتي كل عام بدون انقطاع، وكان فهمي وحفظي سريعين، وحكمي على الأمور صائبا، وكانت عندي بصيرة، ثم إنني الآن أشعر أنني لست أنا، وأنني فقدت كل شيء.