السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
مشكلتي يا دكتور هي الخجل، وأشعر بأنه خجل بدرجة متوسطة؛ لأنني أحياناً أستطيع أن أتغلب عليه.
ما أريد أن أخبرك عنه هو:
إنني أتضايق من نفسي كثيراً عندما أكون في مجموعة كبيرة سواءً كانت من الأقارب أو الغرباء ولا أنطق إلا ببعض الألفاظ، وأحياناً لا أتلفظ بأي كلمة، وعندما أتحدث أشعر أن دقات قلبي زادت، وبدأت يداي ترجفان، والمصيبة الكبرى احمرار وجهي ونظرات الآخرين الغريبة لي في تلك اللحظة وتعليقاتهم السخيفة التي تزعجني كثيراً وتعكر مزاجي وتجعل نهاري بكاء.
ولكن المفارقة أنني في حالات أخرى ومع مجموعات أخرى أتحدث وأنا التي أكون مبادرة في الحديث، فمثلاً إذا كانت المجموعة مؤلفة من أمي وأختي وجارتنا وامرأة أخرى فإني أتحدث، أما إذا ازداد عدد المجموعة خاصةً إذا كان فيها شباب فكلامي يقل.
ملاحظة : عند وجود أهلي وخصوصاً الوالد في نفس المجموعة أشعر بأنه هو سبب امتناعي عن الحديث. لماذا هذا الشعور؟ لا أدري حقيقة.
ملاحظة أخرى وهي أني في أماكن أخرى أتحدث وأفتح مواضيع مثلاً مع دكتور الأسنان أو المعلمين أو المعلمات اللاتي أتدرب عندهم لأني أدرس الآن في الجامعة تخصصاً لأصبح معلمة .
أيضاً أستغرب من نفسي لأنني استطعت الظهور على التلفاز مرتين: أحدها كانت مسجلة والأخرى على الهواء مباشرة للتحدث عن التفوق.
وبالصف في أغلب الأحيان أطرح معظم الأفكار التي تخطر ببالي وأشارك بشكل لا بأس به، وحتى أننا في الصف نقوم بنشاطات تمثيلية على درس نأخذه فأشارك في ذلك.
كذلك أقوم والحمد لله بالنزول إلى المدارس وتعليم الصفوف الابتدائية من الأول للسادس والحمد لله أقوم بذلك بثقة وجرأة وأثناء التدريس يحضر لي أستاذ الصف الأساسي وواحد من رفاقي وأحياناً الدكتور الذي يعلمني في الجامعة، والحمد لله أقوم بذلك بثقة بالنفس، ولكن مرة حدث أن جاء شخص غريب ليحضر حصة لي فشعرت ببعض التوتر، وأيضاً تراني أمزح وأضحك وأتكلم بطلاقة مع رفاقي سواءً البنات أو الشباب.
أشعر أن الأمر الذي أتدرب عليه كالتدرب على التدريس أستطيع القيام به بدرجةٍ خفيفة من التوتر.
وخلاصة القول: إنني أنزعج كثيراً من أن أظهر جوانب الضعف من شخصيتي، وخصوصاً احمرار الوجه، وأحب أن أظهر الفتاة الجريئة والقوية والعفوية التي تعبر عن رأيها وتتحدث دون تردد، والمتحدثة في أي مكان توضع فيه، والتي يؤخذ برأيها دائماً، والقادرة على الرد على أي سؤال وعلى أي نقد يوجه لها، بحيث يكون الرد قوياً ولاذعاً لأنني أشعر بأن الشخص الذي يحترم من هو أكبر منه سناً حتى ولو كان عمه أو خاله أو خالته يُفهم بشكل خاطئ على أنه ضعيف لا يستطيع الرد على الآخرين.
أنا حقيقة أكره نفسي إذا كنت passive في أي مكان، فأنا أحب أن أكون محور التركيز والاهتمام والفتاة النشيطة، ولا أطيق أن أكون كأنني غير موجودة، فهذا الأمر يضايقني، وما يزيد الطين بلة إذا تم انتقادي بهذا الموضوع أو إذا وجه لي نقداً ساخراً حول عدم كلامي، وهنا أتمنى أن تكون نهاية العالم، أو أن تنشق الأرض وتبتلعني، وبعدها أبدأ بالبكاء حتى أنسى تلك الحادثة.
أنا حقيقةً من فترة إلى أخرى أتحدث مع نفسي وأبعث لها رسائل إيجابية، وأقوم بتخيلات بأنني قادرة على المواجهة، ولمدة شهر استمعت لأشرطة إيحاء، وتحسنت قليلاً والحمد لله، وأقوم بأي تمرين أقرؤه في المنتديات لكني لم أصل لصورة تلك الفتاة التي هي في مخيلتي.
أعرف أني أطلت عليك يا دكتور، ويمكن شعرت بالملل وأنت تقرأ هذه الكلمات، لكن هكذا الإنسان صاحب الحاجة يفضفض لمن يراه مختصاً ليصل إلى ما يريد، وإن شاء الله تكون سبباً في شفاء فتاة كارهة لمظاهر الضعف محبة للتفوق في كل المجالات وأهمها الاجتماعية.
أرجو أن تأخذوا هذه الرسالة بكل اهتمام وهذا الأمر لا شك فيه.
وأرجو منك يا دكتور أن لا تنسى حالتي، وُتساعدني بقدر ما تستطيع.
بارك الله فيك وجعل ذلك في ميزان حسناتك.