السؤال
السلام عليكم.
خوف من فقدان شخص عزيز.
السلام عليكم.
خوف من فقدان شخص عزيز.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ hanen حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكركم على تواصلكم معنا، وثقتكم بموقعنا
لست متأكداً من العمر الذي قمت بوضعه في خانة العمر (١٢ عاما) هل هو عمرك الحقيقي أم هو عمر وهمي، لأن خطاب الاستشارة سيختلف تماما.
لكن عموماً يمكن أن يقال في حالة (الخوف من فقدان شخص عزيز) بأن هذه حالة ظرفية من الحالات التي جعلها الله عز وجل- من سنن الحياة، حيث خلق الكون والحياة، وخلق السراء والضراء، وجعل هذه الحياة مكانًا للاختبار والابتلاء، يقول الله عز وجل: (كُلُّ نَفۡسࣲ ذَاۤىِٕقَةُ ٱلۡمَوۡتِۗ وَنَبۡلُوكُم بِٱلشَّرِّ وَٱلۡخَیۡرِ فِتۡنَةࣰۖ وَإِلَیۡنَا تُرۡجَعُونَ)[الأنبياء ٣٥].
فالموت هو أعظم حالة من حالات الفقد المتعددة، ومع ذلك فقد جعلها الله ابتلاء وتمحيصا كما قال-سبحانه: (وَلَنَبۡلُوَنَّكُم بِشَیۡءࣲ مِّنَ ٱلۡخَوۡفِ وَٱلۡجُوعِ وَنَقۡصࣲ مِّنَ ٱلۡأَمۡوَ ٰلِ وَٱلۡأَنفُسِ وَٱلثَّمَرَ ٰتِۗ وَبَشِّرِ ٱلصَّـٰبِرِینَ، ٱلَّذِینَ إِذَاۤ أَصَـٰبَتۡهُم مُّصِیبَةࣱ قَالُوۤا۟ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّاۤ إِلَیۡهِ رَ ٰجِعُونَ، أُو۟لَـٰۤىِٕكَ عَلَیۡهِمۡ صَلَوَ ٰتࣱ مِّن رَّبِّهِمۡ وَرَحۡمَةࣱۖ وَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡمُهۡتَدُونَ﴾ [البقرة ١٥٧-١٥٩].
هذه الآيات تضع الحد الأعلى للفقد في أنواع متعددة من المتعلقات:
قد نتعلق بالأشخاص فنفقدهم بالموت، كما قد نتعلق بالأمن فنفقده بحصول الخوف، وقد نتعلق بالوظيفة والمال فنفقدهما بانعدامهما، والعبرة أن كل ذلك هو محض ابتلاء يقتضي الصبر والتسليم، ومن فعل ذلك كان جديرا بالجائزة الربانية، بحصول الطمأنينة والسكينة النفسية في الدنيا والثواب الجزيل في الآخرة.
ما دون الموت من فقد، كفقدان حبيب، وذلك بانقطاع علاقاتنا معه، وليس بموته، هو أهون من الموت -بلا شك- لذلك من فقد عزيزا أو حبيبا بهذه الطريقة فليتذكر الفقد الأعظم الذي هو الموت، عندها تهون مصيبة فقده.
كما أن الآية نبهت إلى سبب تعلقنا بالعزيز والحبيب من الأشخاص، وذلك بأن يتم النظر إلى وجود هذا الشخص في حياتنا نظرة اختبار، بمعنى أن الله وهبنا هذا الشخص مجرد عارية مستردة، فلا ينبغي أن نتعلق به تعلقا زائدا يفضي إلى إهلاك أنفسنا بعد ذهابه عنا، كما في الحديث النبوي: (أَحْبِبْ حَبِيبَكَ هَوْنًا ما، عسى أن يكون بَغِيضَكَ يومًا ما، وأَبْغِضْ بَغِيضَكَ هَوْنًا ما عسى أن يكونَ حَبِيبَكَ يومًا ما).
فالتوسط في الأمور يقينا مزالق التعب النفسي والصدمات المختلفة كالصدمات العاطفية أو صدمة الوفاة.
خلاصة ما يمكن أن نقوله هنا، من فجع بحبيب أو صدم بعزيز فعليه أن يرجع إلى الله العزيز الرحيم الذي يجبر قلوب المنكسرين، ويغيث جدب قلوب المساكين.
نسأل الله أن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك، وأن يهديك سواء السبيل.