السؤال
السلام عليكم، الله يعطيكم العافية، وجزاكم الله خيراً.
هناك فتاة أحببتها حبا شديدا، وهي كانت تعلم بهذا، أنا إنسان متحفظ وأنبذ العلاقات غير الشرعية، لهذا حاولت مراراً أن أتكلم معها وأخبرها أنني أحبها وأريدها أن تبقى بجانبي للأبد إلى حين أن يشاء الله وأصبح مقتدرا على الزواج وتحمل المسؤولية المادية، لكنها للأسف عاملتني بكل تكبر، وحتى أنها رفضت التكلم معي، معاملتها معي كانت سيئة جداً، لقد كسرت قلبي ولم أتوقع هذه المعاملة، والذي زاد الأمر سوءاً وحزناً أنها فضلت علي شاب غني ويعيش شبوبيته، مما جعلني أصاب بالحزن الشديد على هذا!
فكيف لي أنا الصادق بحبي يتم معاملتي هكذا، وذلك المخادع يكسب حبها واهتمامها دون أي مجهود، حاولت أن أنساها وأغلق صفحتها لكن دون أي فائدة، بالعكس شعرت بالتعب أكثر، بعد أربع سنوات تفاجأت أن الفتاة نفسها الآن تريدني بعد أن تم خداعها من هذا الشاب ومن على شاكلته!
الفتاة تبين لي أنها تعاني مرض نفسي بسبب طلاق والديها منذ صغرها، بل أيضا تعاني من أمراض أخرى وحالتها النفسية سيئة جداً، الفتاة تعيش وحدها ولا يوجد أي شخص يرشدها، أمها تعمل وأخواتها البنات الكبار أيضاً يعملون، ووالدها مختفي، يعني أنها حرمت حنان الأب ونصائحه منذ صغرها، والفتاة تواجه الحياة لوحدها.
لقد تفكرت بوضعها وفعلا بعيداً عن المشاعر هو وضع صعب، حتى أن لي أصدقاء شباب وأقوياء تأثروا بطلاق آبائهم وأمهاتهم، فكيف بهذه الفتاة وحدها من الصغر؟
إن الأمر صعب علي أن أقبل فتاة رفضتني وتكبرت علي، وأيضاً فضلت علي أشخاصا كاذبين، وكانت على علاقات معهم، وأن تتذكرني بعد كل هذه السنين بعد أن كسرت قلبي وحرمتني من أجمل لحظات الحياة وهي الحب؟
لقد طلبت مني اللجوء والقبول وبشدة، واعترفت أنها لم تر حب كحبي لها، وقالت أنها خائفة جدا من أن لا تحظى بحب، كما حصل مع والدتها، هل إن قبلتها وجبرت خاطرها يكون لي أجر عند الله والعوض بقلبي، أم أنني لا علاقة لي بأخطائها؟
عندما أقول هذا الكلام أشعر بالذنب، وأخشى أن يخرج غضبي عليها وأسبب لها مصيبة نفسية رغم أنها أذتني كثيراً!
لقد اختلط الأمر علي، فلم أعد أدري هل أقبلها جبرانا لخاطرها، أم لأنني ما زلت أحبها؟
أرشدونا وانصحونا بارك الله فيكم.