السؤال
السلام عليكم.
أود أن أضع بين أيديكم قصة فتاة مسلمة ملتزمة تريد حلاً لمشكلتها مع أسرتها.
هي فتاة من دولة عربية، تربت في بيت ملتزم بالدين والأخلاق، ولما أنهت دراستها الثانوية وتفوقت أرسلها أهلها إلى بلدها الأصلي لتكمل دراستها الجامعية هناك، حيث أخاها الكبير وأسرة جدها، فهي تعيش في دولة خليجية وأصلها من دولة أخرى.
سافرت إلى دولتها الأصلية وهي لا تدري أي شيءٍ عن الغربة، لا تقدر على أي شيء فيها، فهي فتاة بسيطة خجولة ملتزمة بالدين، ولما التحقت بالجامعة قام والدها باستئجار بيتٍ لها ولأخيها ليعيشا معاً ويكونا عوناً لبعضهما، فبيت جدهما بعيدٌ جداً عن مكان دراستهما، وهنا بدأت المشكلة .
فذلك الأخ الذي وضع أهله فيه الثقة ليرعى أخته الصغيرة أصبح عكس ما يتوقع، فهو شابٌ مختلفٌ تماماً، محب للسهر ويترك أخته في البيت لوحدها كثيراً في الليل، ولا يهتم بدروسه أبداً، ولا يتقن إلا فن السهر والدخان مع أصحاب السوء، ويحضرهم إلى بيته أيضاً، ولكن يكونون في غرفته ولا يخرجون منها أبداً، أي أن تلك الفتاة تقول: إن أخاها يخاف عليها، ولكن يتركها في الليل وحدها كثيراً ولا يحضر إلا بعد منتصف الليل، أو يكون سهراناً في البيت مع أصحاب السوء، وبدأت معاناة تلك الفتاة التي أحرقت قلبي بقصتها، ولست أنا فقط، بل كل أسرتي، فهي صديقة لأخواتي ولي، ولكن أنا من بلدٍ بعيد جداً عنها، ولا أملك لها أي حلٍ سوى الدعاء.
الفتاة لا تريد إخبار أهلها بسلوك أخيها غير السوي، وتكتم في نفسها وتصبر نفسها، ولكن إلى متى؟
بدأت دراستها تسوء تدريجياً وعلاماتها تهبط كل فصل عن الفصل السابق له، وحياتها أصبحت غير مستقرة، دائمة الكآبة والحزن، فكان منها أن أخبرت والداها بجزء صغيرٍ عن تقصير ذلك الأخ في رعايتها وحمايتها، ولم يستجب الابن لكلام أهله إلا القليل، ولم يعد إلى رشده، فكان تفكير الأهل سليماً في إبعادها عن جو أخيها حتى لا تحدث كارثة لها، ولكن كان اختيار الأب للعلاج مأساوياً أكثر، فقد تحدث إلى أسرة تربطه بهم صداقة قديمة ليساعدوه، وكان طلبه أن تنتقل ابنته للعيش مع تلك الأسرة وتكون في كنفهم وتحت أعينهم، هذا الأمر لقي الموافقة من تلك الأسرة الصديقة، ولكن أثار حفيظتي وأثار جنون تلك البنت.
فالأسرة الراعية لها ستكون مكونة من الزوجة والزوج وثلاثة أبناء ذكور، أصغرهم يبلغ العشرين من العمر، أي أن الحياة ستكون في بيت فيه شباب، وهنا المصيبة بل الكارثة، فكيف يقبل الأب أو الأم لابنتهم العيش في مثل ذلك البيت؟ وتقول الفتاة: إنهم أخبروها بأن لها غرفة خاصة بعيدة نسبياً عن غرف الأولاد، ولم تستطع الاستمرار في الكلام حيث البكاء المستمر، فلا تدري ما الذي ستفعله، أتبقى عند أخيها الذي يتركها بدون اهتمام، بل ويحضر إلى بيتهم قرناء سوء، وهذا مخيفٌ لها، أم تنتقل لتعيش في بيت فيه ثلاثة شباب؟
إخواني! والله العظيم عجزت أنا عن المساعدة، ولا أملك إلا أن أطلب منكم مساعدتي في إخراج تلك المسكينة من هذه الظلمة.
أغيثوها بالله عليكم، ما هو الحل لمثل تلك المشكلة؟
ملاحظة: تم طرح حل وهو الانتقال للسكن الداخلي للطالبات، ولكن للأسف هناك سمعة سيئة لمثل تلك السكنات.
أحبتي! أرجو منكم إفادتي وتقديم يد العون لهذه الأخت الصغيرة التي تريد الاحتفاظ بدينها وشرفها، ولكم جزيل الشكر.