السؤال
السلام عليكم.
أنا شخص هادئ جداً ، قليل الكلام، لست إنسانا اجتماعيا بدرجة كبيرة، ولكن أملك ما يكفيني.
كنت صديقا لبعض الشباب بشكل منفرد مع كل شخص فيهم، وكانت الأمور جيدة، ولكن بعد ذلك هؤلاء الشباب تعرفوا على بعضهم وكونوا صداقة قوية بينهم، ولكني لاحظت في هذا الوقت أنهم كانوا إذا لم يجدوا حديثاً يتكلمون به، يبدؤون بالكلام باستهزاء عن بعض الأصدقاء (وفي الحقيقة كلامهم سيئ عن الجنس والميول الغريبة لهذا الشخص بما ليس فيه، وهذا أغلب حديثهم عن الناس، وعن أنفسهم، ولم أكن أشاركهم بهذا الحديث، وكنت أكتفي بالسكوت أو الابتعاد، فأصبحوا لا يشاركوني فيه) فإذا ملوا من شخص بدءوا بآخر، في هذه اللحظة تداركت أن دوري قادم لا محالة، وخاصة أني لم أكن أسايرهم بالحديث، وإذا قطعوا علاقتهم مع شخص لم أكن أقطع، ويرونني معه، ولكن للأسف لم أقطع علاقتي بهم، ولكن كنت أتجنبهم.
وفي هذه الأثناء دخلنا نفس الكلية، وصار ما كنت أخشاه، فبدءوا يتكلمون عني بكلام قبيح سيئ (لا يرضاه الشخص لغيره) في غيابي أو حتى عند وجودي، ولكنهم في وجهي أعز الأصدقاء، وكلامهم جميل بكمية رهيبة أمام باقي الأصدقاء، وبمجرد الالتفات ينساب بعض الكلام بصفات سيئة إلى أذني.
وللعلم إن هذا الحديث يتكلمون به على أصدقائي القدامى أو حتى الجدد، ويتناوبون في من يترأس ويبدأ بهذا الحديث، وهذا كان في الفترة التي كنت فاقدا فيها للثقة بنفسي، فهزتني فترة طويلة -ما يقارب السنة والنصف- وساوس بأنه قد تكون موجودة بي هذي الصفات، بالرغم من معرفتي السابقة لهم، والحمد لله بعد فترة من البعد تبت وتقربت إلى الله، وهو أكرمني بفضله، واجتنبت الكثير من العادات السيئة للشباب في هذا العمر ( كالاستماع إلى الأغاني، وما هو أسوأ)، والله وفقني لذلك بطريقة عجيبة، والحمد لله أصبحت شخصيتي أقوى من السابق كثيرا، وعرفت نفسي وشخصيتي ونقاط قوتها وضعفها، وإلى الآن ما زلت أتعلم.
ابتعدت عنهم، ولم أستطع النفاق، ولا حتى المجاملة عند مقابلتهم، بحيث أصبح الحديث معهم يقتصر بالسؤال عن أحوالهم والدراسة فقط.
فأرجو منكم بأن تفيدونني ما هو الفعل الصحيح الذي يجب أن أقوم به معهم ولنفسي حتى أتخلص منهم؟ علما بأن القطع النهائي مستحيل (لأنهم مع في نفس الكلية) إلا إذا أراد الله ذلك.
وشكراً لكم.