الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد الزواج بها لكني ما زلت أدرس.. أرشدوني

السؤال

السلام عليكم

منذ صغري وأنا معجب بفتاة، وكنت أدعو في الصلاة بأن تكون من نصيبي، عندما تقدمت في السن، بدأت أدعو الله بالزوجة الصالحة التي تحبني في الله، وأحبها في الله.

مرت السنوات، والآن عمري 20 عامًا، بالصدفة التقينا، وتجاوزت الأمر، لكن بعد ساعات أرسلت لي رسالة، وأنا في حياتي لم أتحدث إلى أجنبية أبدًا، هي من أسرة ملتزمة جدًا، وما إن أرسلت لي حتى تذكرت دعواتي وأصابني الذهول، توقفت لأسبوع، وبعدها بدأت الحديث معها، واسترسل الشيطان حتى وقع تعلق القلب، وأنا لا أريد أن أكون شاباً يلعب ببنات الناس، ولا أريد كسر القلب والدخول في حالة نفسية.

هي من أرسلت لي، وأنا أريد الزواج، لكن هناك أسباب:
1. لم أكن أريد الزواج بهذه الطريقة، وأرى أن من لم يراقب الله لم يراقب نفسه؛ مما يجعلني أقل ثقة.
2. هي في نفس عمري، هل الزواج بفتاة في نفس العمر سيئ؟ أعتقد أن الأفضل الزواج بفتاة أصغر، مع العلم أنني أدرس وأحتاج إلى 4 سنوات لبناء الحياة، وهي تبلغ من العمر 21 عامًا.
3. هي مطلقة، ولكن لم يدخل بها زوجها.

مع العلم أن القلب قد مرض، نسأل الله العافية، فماذا أفعل إذا كان هذا ليس بخير لي؟ أستخير في هذا الأمر مرتين يوميًا، ويخطر لي أن عليّ أن ستمر وأتزوج لما فعلت من ذنب، ولما ينتج عن الانفصال بالنسبة لها، فماذا أفعل؟ فقد شاب رأسي، وحارت بي السُّبُل، والله ليس لي نية سيئة غير إرضاء الله، ولا أنصح بهذه التجربة أبدًا، إنها نقص، فماذا أفعل؟ جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأهلاً بك -أخي الكريم- في موقعك إسلام ويب، وإنا نسأل الله الكريم أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرضيك به.

وبعد، فإنا نحمد الله إليك تدينك، ونحمد الله إليك أنك مريد للحق، طالب له، وقد كنا نود أن تسأل قبل أن تتحدث معها ويعلق في قلبك ما علق، لكن قد حدث ووقع الأمر، ولا حيلة من التعامل معه، ولكن الآن يمكنك الرجوع، فاحذر التسويف أوالوقوع في أمر تظنه الآن بعيدًا عنك، لكن الشيطان يخطط له ويستدرجك من حيث لا تعلم، فاحذر -أخي- من الذهاب إلى طريق العودة منه مؤلمة وعسيرة، والاستمرار فيه معصية وخسارة.

أخي الكريم: لا يخفاك أولاً وأنت الشاب المتدين أن من كتبها الله لك زوجة ستكون، وهي معلومة باسمها ووصفها ورسمها من قبل أن يخلق الله السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، ومن قدرها الله لك هي خير مما أردته لنفسك قطعًا، روى مسلم في صحيحه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : "أول ما خلق الله القلم قال له: اكتب، فكتب مقادير كل شيء قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء".

ثانيًا: كذلك لا يخفاك أن ما فعلته حرام، ولا يرضي الله ولا رسوله، ولا ترضاه أنت لأختك ولا لأهلك، وليس عاقلاً من يريد أن يؤسس بيتًا، فيجعل قواعده من المنكرات والمحرمات.

ثالثًا: أنت الآن في العشرين من عمرك، ولست جاهزًا للزواج، والعرب تقول : ثبت العرش ثم انقش. فما دمت غير قادر الآن على تكاليف الزواج فلا تعذب نفسك، ولا تمنها بما عجزت عنه الآن مما هو حرام، واعلم أن هذا هو الترتيب العملي للحياة الزوجية، ابدأ من الآن وتجهز أولاً للزواج، هذا هو المنطق الذي تحفظ به دينك، ويسلم به إيمانك وتحفظ به نفسك.

رابعًا: أنت اليوم لست مستعدًا، وتعلقك بها وتعلقها بك مضر لكما، ولكن الضرر عندها أشد، فهي إن انتظرتك حتى يشتد عودك وتستعد، ثم وجدت أنت بكرًا صغيرة لم تكلم أحدًا، ولم تقع في محظور، من ستقدم يا أخي؟ ومن سترضاها زوجة لك، وأمًا لولدك؟ بالطبع الثانية. وقد ذكرت أنك لا تريد الزواج بهذه الطريقة.

وأخيرًا: نصيحتنا لك أن تتوب إلى الله مما ووقعت فيه، وأن ترسل لها رسالة ليس فيها تورية، وأن تحظر رقمها فور الرسالة، وأن تغير رقمك حتى لا تصل إليك من أي رقم آخر، هذه نصيحتنا والرجوع اليوم أيسر من الغد، فاحذر التسويف.

نسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك، وأن يقدر لك الخير حيث كان، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً