الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أمي ترفض زواجي من مسلم حديث الإسلام، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

لدي مشكلة معقدة للغاية، كنت في مجموعة أجانب منذ سنة ونصف، وتعرفت على العديد من الأجانب، والديانات، والأعراق المختلفة، وكان من بينهم فرنسي اعتنق الإسلام سنة 2018م، والآن يبحث عن زوجة، فقررت مساعدته في الحصول عليها.

كنت رافضة فكرة الزواج؛ ولأنه أعجب بتربية أبي لنا على الدين والأخلاق، طلب مني الزواج، وكنت مرتبكة؛ لأنها بدأت تتكون عندي مشاعر نحوه، ولم أستطع الرفض، وبعد سنة من التحدث، قام بإقناع والديه، رغم أن والده كان رافضاً فكرة أن يتزوجني، بحجة وجود العديد من الفتيات المسلمات في فرنسا، فلماذا يريدني أنا؟!

أخبر والده أنه يحبني، ولن يتزوج غيري، فوافق والده، لكن المشكلة الآن هي أمي التي ترفض أن أتزوجه، فهي تظنه متشددًا؛ لأنه فرنسي معتنق للإسلام؛ ولأننا نتحدث في الدين كثيراً، ونحاول أن نعرف ما يريده الله عز وجل في القرآن.

كيف أتعامل مع هذه المشكلة الصعبة؟ وكيف أتعامل مع هذا الوضع الحساس؟

أنا أحبه، وهي لا تريدني أن أتحدث معه، أرجو منكم حل هذه المشكلة، لأنني فعلاً بحاجة للمساعدة، وأريد الزواج منه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -ابنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك حُسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يُعينك على الزواج بمن وجدت فيه الدّين، أو بمن قصدت أن تثبتيه على الدّين، ونسأل الله أن يُلهمك السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.

لا شك أن الفتاة هي صاحبة القرار، وهي صاحبة المصلحة، وأرجو أن يكون لمحارمك دورٌ، إذا كان الأب موجوداً، فهو صاحب الدور الأكبر، وإذا كان الخال أو العم -هؤلاء من المحارم- فلهم دورٌ كبيرٌ في إتمام هذه الزيجة، كما لهم دورٌ كبيرٌ في إقناع الوالدة وتصحيح المفاهيم عندها، وأرجو أن تستعينوا بالدعاة الهداة، ويمكن أن يحاوروا هذا الشاب، ليُبيّنوا لهم أنه على خير وعلى دين، وعندها يمكن أن تُكملي مراسيم الزواج.

إذًا الذي ننصحك به:
أولاً: الدعاء.
ثانيًا: حُسن التعامل مع الوالدة والصبر عليها.
ثالثًا: الاستعانة -بعد الله- بالأرحام العقلاء، من أجل أن يُقنعوا الوالدة.
رابعًا: الاستعانة بداعية -رجلاً أو امرأةً- ليُصحح المفاهيم عند الوالدة، ويُؤمِّنوا مخاوفها، من أن يكون الرجل متشددًا-كما ذُكر-.

إذًا عليك أن تواصلي بصبر، وعليه أيضًا أن يتفهم هذا الأمر؛ فالوالدة أخذت الصورة التي يُشيعها الإعلام، والصور التي شوّهها أيضًا بعض الشباب فعلاً، وأصابع اليد الواحدة تختلف، فعليك أن تتأكدي من دين الشاب، ثم بعد ذلك تُكملي هذه المراسيم، برعاية محارمك من الرجال، واعلمي أن الشريعة دائمًا في أمر الزواج تركّز على الرجال، لأنهم الأعقل، ولأنهم الأعرفُ بالرجال، فابحثي في محارمك مَن يُقنع الوالدة، ومَن يتولى هذا الأمر (الأب، العم، الخال) هؤلاء جميعًا من المحارم، سيكون لهم دور كبير في إكمال هذا الزواج، وفي إقناع الوالدة.

نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد، ونسأله أن يُقدّر لك الخير، ثم يُرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً