الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أنظم وقتي بحيث أهتم بدراستي، وأساعد أمي؟

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة بعمر 16 سنة، في الصف الثاني الثانوي، وأنا الأخت الكبرى في المنزل، أرجو أن تريحوا قلبي، لأنني حقاً قد تعبت من نفسي، أنا أكبر أخت في المنزل، وإخوتي أصغر مني، لدي أخت صغيرة، بعمر عامين، وأيضاً تحتاج لرعاية شديدة، وأعمال المنزل، وتدريس إخوتي، وهذا كله أمي هي من تفعله، وأنا لا أعمل من هذه الأعمال إلا القليل بحجة دراستي، وأنا حقاً دراستي في المكان الذي أقيم به لها متطلبات كثيرة جداً، ووقت طويل، بالإضافة لحفظ القرآن.

هذا لا يمنع أنني خصصت الفترة الصباحية لمساعدة أمي في أعمال المنزل، ولكنها فترة لا تكفي أبداً لأعمال المنزل، وتدريس إخوتي، ورعاية أختي الصغيرة التي تسهر في الليل، وهي صعبة قليلاً، وإخوتي مهملون قليلاً، وهذا يحتاج إلى العمل طول اليوم.

أنا أبكي على أمي، وأبكي على نفسي، لأنني مقصرة في حقها، وحاولت بكل الطرق أن أخصص وقتاً لذلك، لكن في أغلب الأيام كان هذا الأمر يأخذ وقتاً من دراستي، وأنا والله راضيةٌ بما يريده الله مني، فما يريده الله أنا أريده، وما لا يحبه الله أسأل الله أن يبعده، ويخرج حبه من قلبي، لكني لا أعلم ما المطلوب مني؟ أنا ضائعةٌ حائرة، هل أهتم بدراستي أم بأمي؟

أمنية والديّ أن يفرحا بنجاح وتفوق أبنائهم دراسياً ودينياً، وأنا أحاول بكل ما في وسعي أن أدرس بجد، وأحفظ كتاب الله، لرضا الله ثم لأبرهما.

أنا أريد أن آخذ قراراً على نفسي بأن أساعد أمي بشكلٍ أكبر، ولو كان على حساب دراستي قليلاً، ولكني كلما قررت أن أبدأ بالتطبيق، أخشى أن أقصر في الدراسة، وأن لا أحصل على علامات التفوق، وأيضاً أريد أمي وبرها، فماذا أفعل؟ وكيف أوازن؟ هل إن جعلت وقتاً أكبر لأمي، سيبارك الله لي في وقتي؟

أرجوكم: أريحوني بالإجابة، فإني في همٍ شديد بسبب هذا الأمر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نحن سعداء بتواصلك معنا، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يوفقك.

بالنسبة لسؤالك: بداية -ابنتي- أشكر الله لك هذا الترابط الأسري والتراحم بينكم، وهذه نعمة من الله، فقدت في كثير من الأسر، فاجتهدوا على المحافظة عليها، كما أشكر لك حرصك على بر والديك، واهتمامك بمساعدة أمك، واجتهادك في ذلك، واعلمي أن مفاتيح التوفيق وتيسير الأمور وبركة الحياة هي في بر الوالدين، وفي دعائهما، وهي من الطاعات التي يصل أثرها وثمرتها في الدنيا قبل الآخرة.

ابنتي العزيزة: احذري من التهويل من أمر الدراسة وتضخيمها، فالأمر يحتاج لاعتدال، فلا تهويل ولا تهوين، خاصة وأنت الآن في بداية المرحلة الثانوية، وقد يحتاج الأمر منك إلى شيء من تنظيم الوقت، وحسن تقسيمه، وسأشير عليك ببعض الأمور:

- إذا كان معك إخوة ذكور أكبر منك أن يشاركوك في هذا الأمر، ولو بالمذاكرة لإخوانك.
- تشجيع الجميع على تحمل المسؤولية بالاعتماد على النفس في المذاكرة، وعدم الاتكال على الآخرين في كل شيء، ومشاركتهم في خدمة البيت ولو باليسير -المهم الشعور بالمسؤولية والمشاركة-، كترتيب أغراضه الشخصية من الفراش، والملابس، والغرفة، وغيرها.

- من الممكن تخصيص أيام معينة، مثل نهاية الأسبوع، أو إجازات المدرسة، أو إجازات المناسبات، تقومين فيها أنت بمهام البيت، وتكون بمثابة أيام إجازة للوالدة.
- من الممكن أن تتولي أنت بعض الأعمال المنزلية التي تتوافق مع وقتك.
- من الممكن أن تتولي مسؤولية مذاكرة أحد إخوانك، ويكون بمثابة تقاسم المهام بينك وبين والدتك، والتي هي تتولى مذاكرة الآخرين.
- أكثري من دعاء الله عز وجل، والاعتصام به تبارك وتعالى.

أسأل الله أن يحفظك وأمك وأهلك، ويصلح حالكم وبالكم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً