الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زميلي ينظر إلي بإعجاب ..ماذا يعني ذلك؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا طالبة جامعية، لدي زميل كنت معجبة به، ولاحظ إعجابي به، وبعدها رأيته ينظر إلي بنظرات إعجاب، لكني كنت أدير وجهي إلى الناحية الأخرى لكي لا تتطور علاقتنا بطريقة محرمة، وصراحة لم أكن متأكدة من مشاعري تجاهه، ولا يوجد بيننا تعامل، وإنما فقط نظرات بالصُدف، أي نرى بعضنا مصادفة، الآن صار يتجنب أي مكان أكون فيه، كأنه يتهرب، وإذا حضرت في مكان فإنه يخرج ويذهب لمكان آخر، وإذا رآني واقفة في مكان وقف بعيداً.

ماذا أفعل لكي أساعده على ما يفعله، ولا يصعب عليه الأمر؟ أشعر بالإحراج عندما يبتعد عن أماكن تواجدي، وأتفهم أنه ممكن أن مشاعره ناحيتي تغيرت، أو أنه غير جاهز للزواج، أو ربما معجب بغيري.

كما أني أحياناً أشعر أنه يظن أني لا أبادله الإعجاب، لأني كنت عندما أراه أدير وجهي إلى الناحية الأخرى، وكأنه شخص غريب، فيئس مني، وأنا لن أقبل علاقة خارج الإطار الشرعي.

مشاعري متقلبة، فأنا حزينة، ومتعلقة به، وأشعر بالإهانة، وأني قللت من نفسي، بغض النظر عن مشاعري، أنا لا أفهم الرسالة التي يحاول أن يوصلها لي بهذا التجنب، ولا أعرف هل هو نسيني فيجب أن أنساه؟ وأنا أيضاً لا أدري ماذا أفعل! هل أتصرف وكأنه غير موجود، أم سيقول إني أحاول لفت نظره، أم ماذا أفعل؟

شكراً، وأقدر مجهودكم، بارك الله فيكم، وجعله الله في ميزان حسناتكم، وأرجو عدم تحويلي لاستشارة أخرى.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -بنتنا الفاضلة- في الموقع، ونشكر لك الاهتمام والحرص على السؤال، ونسأل الله أن يُقدّر لك الخير ثم يُرضيك به.

سعدنا لأنك أعلنت أنك لا تريدين أن تؤسسي علاقة إلَّا على إطار شرعي، وهذا هو أهمّ ما ينبغي أن تتشبّثي به، والذي يُقدّره الله سيأتي، فإنه لكل أجلٍ كتاب، والله تبارك وتعالى بيده الكون، و(لا يُسأل عمَّا يفعل وهم يُسألون)، فاجتهدي دائمًا أن تكوني مع الله، وكوني راعية للضوابط والقواعد الشرعية.

النقطة الثانية التي نحب أن ننبّه إليها، وهي: أن مسألة نظرات الشاب للفتاة لا تعني أنه يُريدُها أو أنه يُقبل عليها، ولكن قد يُعجب، يعني يكون مجرد إعجاب، والفتيات سُرعان ما يطوّرن الفكرة، إذا نظر إليها تظنُّ أنه يُحبُّها، وأنه يُريدُها، وأنه كذا وأنه كذا، وهذا يُنافي تفكير الرجل، المرأة صادقة فعلاً في مشاعرها وتتعلّق بالرجل بسرعة، بخلاف الرجل الذي قد يُعجب بأشياء لا علاقة لها بمسألة الارتباط.

لذلك أرجو ألَّا تقفي طويلاً أمام هذا الموقف، ولا تركّزي في وجوده أو عدم وجوده، واستأنفي حياتك بطريقة طبيعية، ونحن نتمنَّى دائمًا أن تكون البنت مع البنات، وأن تنحاز إلى مجموعة الأخوات، ولا تحاول أن تقترب من الرجال، والذي يُريدُها عليه أن يأتي إلى بيت أهلها من الباب، ويُقابل أهلها الأحباب، ويدخل من المداخل الشرعية، ونكرر فرحنا وسرورنا بأنك لا تريدين أي علاقة خارج الإطار الشرعي، وهذا فيه دلالة على خوفك وخشيتك من ربك سبحانه وتعالى.

عليه أرجو ألَّا تقفي طويلاً، ولا تعاتبي نفسك على الذي حدث، واحمدي الله تبارك وتعالى أن العلاقة لم تتمدد في الإطار الذي فيه الخطأ والمخالفة الشرعية، وسيأتيك ما قدّره الله تبارك وتعالى لك، وأعتقد أن هذا الشاب أو غيره قد رآك، فإذا كان يُريدك فعليه أن يأتي إلى داركم من الباب، وإذا لم يأتِ فغيره من الشباب موجودون، ونسأل الله أن يُقدّر لك مَن يُساعدك ويُعاونك في الخير وتعاونيه، وأن يُسعدك في حياتك، وشُكرًا لك على التواصل.

مرة أخرى نكرر: لا داعي للحزن أو الاعتقاد أنك أهنت نفسك، أو أنك قصّرت في حقك، هذه أمور لا تشغلي نفسك بها، واشتغلي بدراستك، وقبل ذلك بعبادتك، وحافظي على النظام الذي أنت عليه، فلا تقبلي بأي شاب إلَّا إذا جاء إلى داركم من الباب، وجاء بأهله، وحصل القبول والارتياح والانشراح بين الأسرتين.

نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً