الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعجبت بصديق سابق لصديقتي..فهل هذه خيانة لها؟

السؤال

كان هناك صديق لي، ارتبط بصاحبتي لمدة قليلة، وافترقوا عن بعض، وبعدها بفترة قليلة قال إنه معجب بي، وأنا كنت أشعر أنه لا يصح ذلك بسبب صاحبتي، لكنه أقنعني ووافقت، وبعدها بنحو شهر ابتعدنا عن بعضنا.

هل هذه خيانة مني لصاحبتي؟ فأنا أحس بالذنب من ناحيتها، مع أنهما كانا مفترقين عن بعض، وقد انتهت علاقتهما، وكنت أريد أن أذهب لصديقتي فأخبرها بكل شيء، لكني خفت أن أخسر صاحبتي. أريد أن أعرف هل ما فعلته يعتبر خيانة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Malak حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -بنتنا- في الموقع، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك وأن يعين صديقتك والشباب على الالتزام بقواعد هذا الدين العظيم الذي شرفنا الله به.

بداية: نبدأ بتذكير بناتنا والشباب بأن أي علاقة بين الشاب والفتاة لا يكون لها غطاء شرعي فهي محرمة شرعاً، ولا نؤيد الذهاب لمثل هذه العلاقات؛ لما لها من آثار سيئة على الحياة الزوجية حتى لو حصل الزواج، فإن البداية الخاطئة لا توصل إلى نتائج صحيحة، ومن الخطأ أن نبدأ علاقة بالطريقة المذكورة، فما حصل من الصديقة، وما حصل منك، وما حصل من الشاب، كل ذلك مما لا يرضي الله تبارك وتعالى.

بناءً عليه فلا عبرة بهذا الذي حدث، وأرجو أن يكون في الذي حدث درس للجميع، أرجو أن تضعي قاعدة واضحة بالنسبة لك، فالذي يريدك -أو يريد أي فتاة من بناتنا- عليه أن يطرق باب أهلك، وأن تكون الخطوة الأولى هي أن يأتي من الباب، يأتي بأهله ويطلب الفتاة، ثم بعد ذلك تكون مسألة الخطبة الشرعية.

حتى الخطبة ما هي إلا وعد بالزواج لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته، ولا الخروج بها، عليه أرجو أن لا تقفي أمام هذا الأمر طويلاً، بل نتمنى أن تنصحي لنفسك ولصديقتك بضرورة أن توقفوا العلاقات مع الشباب، والشاب الذي يرغب في الارتباط عليه أن يطرق الباب، وغير هذا فلا.

أرجو أن لا تدخلي في مثل هذه المجازفة؛ لأنها مخالفة شرعية، ولأن في الشباب ذئاباً، ولأنه لا يمكن أن نبدأ حياتنا بالطريقة المذكورة، عليه أرجو أن تتوقفي عن الهم والغم لمثل هذا الأمر، وعودي إلى صديقتك وتعاملي معها التعامل الطبيعي، واعلمي أن رزقها سيأتيها، كما أن الرزق الذي قدره الله لك سيأتيك.

هذه الدنيا لا يمكن للإنسان أن يأخذ رزقاً كتبه الله وقدره الله للثاني، وعليه أرجو أن لا تحملي نفسك ما لا تطيق، واطردي هذا الإحساس بالذنب، ولكن تذكري أنك بحاجة إلى أن تتوبي وتستغفري، وتعودي إلى الله -تبارك وتعالى- حتى تؤسسي علاقات صحيحة، وفق إطار شرعي، وتحت مظلة شرعية، كما بينا وأشرنا في بداية الإجابة، نسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

لا عبرة للعهود التي لا وزن لها من الناحية الشرعية، هذا الشاب ليس وقفاً على الفتاة، وليس وقفاً عليك، ومن حقه أن يختار هذه أو هذه أو يترك الاثنتين ويختار ثالثة، كما أن الفتاة من حقها أيضاً أن تقبل أو ترفض، ولكن بالحلال، وليس بهذه الطريقة، وهذه الأمور ما ينبغي أن نفسرها بالطريقة المذكورة، ونسأل الله لنا ولك وله ولها التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً