السؤال
أنا فتاة بعمر 23 عاماً، منذ صغري وأهلي يخافون علي كثيرًا، ويمنعوني من الخروج ومخالطة الناس حتى للدراسة، وكنت أذهب فقط أيام الاختبارات.
علماً بأن بيتي يلاصق المدرسة، وفي الجامعة والدي يوصلني وينتظرني ويرجعني للمنزل، ليس عندي اختلاط بالناس، وأصبحت أخاف منهم، ولا أستطيع التعامل مع الآخرين، أو المطالبة بحقي، وعندما يجدني أهلي هكذا ينتقدونني، لأنني لا أستطيع التصرف، حاولت كثيرًا أن أقنعهم بأهمية جعلي أحتك بالأشخاص، وأني لست طفلة؛ لكنهم يجيبون أني سأظل ابنتهم الصغيرة، وهم يحمونني.
أنا أكره نفسي وشخصيتي الضعيفة، وكل موقف يواجهني أرى أن السبب يرجع لتربيتهم وخوفهم، فأنا أبذل الكثير من الجهد في الجامعة، وعند المناقشة مع الدكاترة لا أستطيع إظهار ما بذلته، ومن لم يبذل جهدًا واستطاع التعبير يكون في المقام الأول، من في سني هم أشخاص يتحملون المسؤولية، ويقدرن على التصرف، وأنا بجانبهم طفلة.
عندي صديقة واحدة، وأهلي يسمحون لي بالخروج معها، فيما لا يتعدى وقتاً يسيراً، واضطررت كثيرًا للكذب عليهم، والذهاب لأماكن أخرى معها أو الخروج بمفردي لأكسر خوفي من الناس والأماكن.
فكرت في التطوع في إحدى الجمعيات لأختلط بالناس، وأشعر أن لي وجودًا؛ لكنهم لم يوافقوا، وقالوا: تطوعي في منزلنا يكفي، أعلم أن أهلي لن يدوموا معي طول العمر، وأخاف من المستقبل، فأنا ما زلت طفلة لا تستطيع التصرف.
أخاف أيضًا من تربية أبنائي في المستقبل على هذا الضعف، وأن يكرهوني ولا يجدون فيّ القدوة، أخاف من الارتباط؛ لأنه تتبعه علاقات اجتماعية لا أعرف كيف تسير، نحن في بيتنا لا يوجد أصحاب لأمي أو لأبي، أو زيارات عائلية، ولا شيء من هذا، فبيتنا منعزل.
هل الكذب عليهم في الخروج والتطوع؛ لأستطيع بناء شخصيتي وأكون أقدر على مسؤولية نفسي وحياتي حرام؟ وكيف يكون التعامل في موقفي؟