الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مترددة في قبول خطبة ابن عمي لكونه يتيمًا، فما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة ملتزمة وطموحة في أمور الدين والدنيا، أريد من يتقدم لخطبتي أن يكون على درجة عالية من العلم والتدين؛ حتى يعلمني إياها.

تعلق بي ابن عمي منذ 4 سنوات، وهو يعيش وحيدًا في المنزل، لأنه يتيم الأم، ووالده متزوج، وأنا لا أرغب في رفضه حتى لا أجرح مشاعره؛ خاصة أنه يتيم، وفي ذات الوقت أتمنى الارتباط بشخص أعلى مني في المستوى الديني؛ ليكون عونًا لي لبلوغ الجنة، فهل أوافق على ابن عمي اليتيم بنية كفالة اليتيم؟

شكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك -أختنا الفاضلة-، شكرًا على هذا الطموح العالي، نسأل الله أن يُقدر لك الخير ثم يُرضيك به، وأن يُلهمك السداد والرشاد، هو وليُّ ذلك والقادرُ عليه.

إذا كان ابن العم اليتيم تتوفر فيه الشروط الأساسية، وفيه الدّين؛ فأرجو ألَّا تترددي في القبول به، وكوني أنت من يقوده إلى جنِّة الله ورضوان الله تبارك وتعالى، ونحب أن ننبّه إلى أن وصف اليتيم ينتفي بعد أن يبلغ الإنسان، ولكن هو الآن فعلاً بحاجة إلى مَن تعاونه، وخيرُ مَن تعاونه هي بنت العمِّ، فأنت صاحبة القرار، ونحن إذ نشكر لك هذا الطموح العالي، ولكن نحب أن نؤكد لك أن الطرق الموصلة إلى الجنّة كثيرة، وأن الفتاة التي عندها همّة عالية تستطيع أن تُؤثّر في زوجها وتذكّره بالله، تدرّب نفسها على معالي الأمور، ونتمنَّى ألَّا تترددي في مثل هذه المواطن، وعلى كل حال أنت صاحبة القرار.

وأرجو أن تنتبهي، لأن الناظر في الساحة قد لا يتيسّر له، لا نقول لا يوجد شباب متدينون، لكن قد لا يوجد شاب تجتمع فيه كل الصفات المرغوبة، فكل شاب وكذلك كلّ فتاة فيهما إيجابيات وعندهما سلبيات، فنحن بشر والنقص يُطاردنا، وطوبى لمن تنغمر سيئاته القليلة في بحور حسناته الكثيرة.

أنت صاحبة القرار، فاستخيري وشاوري، وإذا كان ابن العم هذا عنده الاستعداد لأن يتقدّم ويتطور من الناحية الشرعية والناحية العلمية؛ فأرجو أن تكوني عونًا له على الخير، ونسأل الله أن يُقدّر لك الخير ثم يُرضيك به، ونعيد التذكير والتكرار بأنك صاحبة القرار وصاحبة المصلحة، ولكن أرجو ألَّا ينتظر الإنسان أشياء قد لا تحدث، ونسأل الله لنا ولك التوفيق والخير والهداية.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً