السؤال
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أنا شاب مثل جميع الشباب، ألبس الملابس الطبيعية، وأحلق شعر رأسي بالقزع، وأحياناً أحلق اللحية، فأنا مقصر في حق ديني من هذا الجانب، لأن أهلي عارضوا فكرة أن أكون سلفياً، فوالدي كان يضربني، وأمي والبنات وضعوا لي شيئاً في الأكل في وقت مضى، فمرضت بالرهاب والفصام، ومن تسبب لي بالفصام هي أختي التوأم.
أيام دراسة البكالوريا مرضت، ولم أتحصل عليها مرتين، وفرضوا علي تخصصاً لا أحبه، فعانيت من انخفاض مستواي الدراسي في الجامعة، وتحصلت على نتائج ضعيفة.
الآن لم أصبح عالماً، ولم أصبح سلفياً، ولم أدرس الشريعة أو الطب، فأنا حلمت أن أصبح طبيباً أو إماماً، وهم وقفوا ضدي وضد تحقيق أحلامي، ولم تر عيناي والدينِ لا يحبان الخير لابنهما مثل والديّ، ولا إخوة لا يتمنون الخير لأخيهم غير إخوتي، فهم يحسدوني لأني أفضل منهم. وصلت سن 30 سنة وندمت، لأني لم أتمسك بديني، ولم أصبر عليه، فقلت: لو تمسكت بديني لأنجاني الله من هذه الأسرة التي حطمتني، ولم تتركني أحقق أحلامي.
ها أنا أكلم البنات، ولا أحافظ على صلاتي، وأصبحت أغرق في المعاصي، ولو تحملت مضايقاتهم من أجل ديني لكان أفضل لي.
هددوني سابقاً بالموت، وأمي قالت لي مرة: إنها حسدتني في الدين، فلم تتركني أستقيم، وتقول: إن المتدينين خبثاء، لكنها تعلم أن المنهج السلفي فيه خير عظيم، فقالت لي -هي وأخواتي البنات وأبي-: إنك تريد أن تصبح عالماً، وهذا هو الشيء الذي خفنا أن تحققه أنت، لأنك تدرس بشكل جيد!
اليوم لم أمت -بفضل الله- لكني مرضت مرضاً شديداً كدت أفارق فيه الحياة، واليوم وأنا بعمر 30 سنة أصبحت لا أخاف الموت مثل السابق، وتخلصت من الرهاب، لكن الشيء الذي لم يجعلني أستقيم -برغم أني كنت متديناً-، هو ابتعادي عن حفظ القرآن الذي كنت أحفظه، وعن مجالسة أهل العلم.
ليست لدي صحبة صالحة تعينني على ديني، فأنا عانيت ظلم الأسرة والناس لي، فهم يكرهون الإنسان المتفوق، ويغارون منه، خاصة الأقران، وأيضاً كانت لدي وساوس تمنعني من تطبيق ديني، وكنت أقول: إن تطبيق المنهج السلفي صعب علي، لأني سمعت لآراء الناس التي لا تعرف المنهج السلفي، وانحرفت على طريق الاستقامة.
اكتشفت فيما بعد أنهم ليسوا ضد سلفيتي، بل هم ضدي، سواء كنت سلفياً أم لا، فأنا ألوم نفسي لأني لم أحقق التوحيد كما يجب، وهو الخوف من الله عز وجل وحده لا شريك له، وليس خوفاً من الموت، أو خوفاً من أن يقتلوني، لأن أبويّ لن يقتلاني ولو قالوها، ولو كرهاني أو تمنيا موتي.