الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخي لا يضبط لسانه ويكثر الشتم واللعن، فكيف نتصرف معه؟

السؤال

أمي في الفترة الأخيرة تعاني جداً من أخي، ووالدنا متوفى، وتصيح كثيراً بسببه، وقد دخلت عليها فوجدتها تصيح؛ لأنه أخبرها أنه عمل مشكلة مع شخص في الشارع.

أنا تعاملت مع الموضوع بهدوء، وقلت لها انتظري لما يأتي نستفهم منه ما الذي حصل؟ فلما جاء كنت متوقعة أنه سيحكي لنا الذي حصل، ولكنه في نصف الكلام يسب، أو يلعن، سواء (بالدين أو الميتين)؛ لأنه -للأسف- يقع في هذا الذنب كثيراً، حتى ترددت في أن أقوم من المجلس، وبقيت لكي أفهم ماذا حصل لأخي، وبالفعل أنا جلست، ومع الأسف هو أثناء كلامه يسب ويلعن.

هل علي إثم؛ لأني سمعت الذي حصل دون نكير؟! أنا عادة أتجنب مجالس الغيبة والنميمة، والسب واللعن، وقلت له: أرجو أن تتكلم من غير الألفاظ المذمومة ولا الشتائم، بينما هو اعتاد على ذلك الكلام!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رقية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أهلاً بك في موقعك إسلام ويب، ونسأل الله أن يبارك فيك، وأن يحفظك وأن يشفي والدتك، وأن يهدي أخاك، وأن يجعلك عوناً وسنداً لوالدتك في هذا الوقت، حتى يهدي أخاك إن شاء الله.

الأخت الكريمة: كان من المهم تواجدك بجوار أمك، خاصة عند سرد الأخ لما حدث؛ لأنه قد يتحدث بأمر لا يعرف عاقبته، وقد تصاب بضغط عصبي من خلال كلامه، لا سيما وقد ذكرت أن في لسانه سرعة حديث، وعدم وجود حدود لما يقول، نسأل الله أن يعافيه ويهديه.

ثانياً: قد نصحت أخاك بالكف عن قول ما لا يحل قبل حديثه، وكرهت ما قاله، وأنكرت بقلبك ولسانك، وكان من الضروري عدم انصرافك لما ذكرنا من أسباب، ولذلك لا نرى عليك إثماً، فهذا هو حدود الاستطاعة عندك.

ثالثاً: أختنا الفاضلة: إن لك دوراً كبيراً في دعم والدتك، وكذلك في إصلاح أخيك، لذا نرجو منك الاجتهاد والاحتساب معاً، ولعل لله عز وجل ادخر لك هذا الفضل ليرفع درجتك عنده، إن شاء الله الكريم.

وعليه نوصيك بما يلي:

- افتحي للوالدة دائماً باب الأمل في صلاح ولدها، وأنه مع ما هو فيه أفضل من غيره، وأن هذه فترة وستمر، وبأن الله سيهديه وسيصلحه.
- اجتهدي في القيام معها أو عنها عند القدرة بأعمال البيت، ولا تتركيها وحدها، فإن وجودك بجوارها داعم نفسي ومعنوي هائل لها.
- شاركيها كل همومها، وكوني أول إنسان تحب اللجوء إليه بعد الله حين تريد الحديث، اسمعي منها، وأشعريها أنك سعيدة بكلامها.

-إذا رأيت أن نصحاً ينبغي أن يقدم لأخيك عن طريق أمك، اعرضي عليها أن تفعل كذا وكذا، بطريقة كذا وكذا.
- من المهم أن تصل رسالة إلى أمك أن الشاب يحتاج لنصح دائم، مع حنان باد وشفقة ظاهرة؛ حتى لا يكون فريسة لمن يهتم به كذباً، أو يسرب إليه زوراً وبهتاناً أنه مضطهد وغير مهتم به.
- انصحيها دائماً بكثرة الدعاء له أن يهديه الله تعالى، وأن يصلحه، وألا تمل ذلك.

- الصحبة الصالحة لها دور كما للصحبة الفاسدة دور، احرصوا على دعم صحبته بشباب صالحين، ولكن من بعيد، وكلفوه ببعض المهام اليسيرة في البيت، مع الثناء عليه عند القيام بذلك، لتأهيله نفسياً لأن يكون مسؤولاً عن البيت.
- أوصلي له أنت الحب والود، واجتهدي أن لا تكون أكثر الانتقادات منك، واحرصي على حسن الكلام معه، وادعمي كل إيجابية فيه.
- إن كان له قدوة ما كمدرس، أو شيخ مسجد، أو أحد من أهل الدين والحكمة، فنرجو أن توصلوا له رسالة ليهتم به.

هذه وصايانا -أختنا الكريمة- ونسأل الله الكريم أن يسعدكم بصلاحه، إنه جواد كريم، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً