السؤال
أهلي يرفضون زواجي من الشاب الذي أريده وأحبه بعد تقدمه لخطبتي، ولأسباب غير مقنعة بالنسبة لي -ليس لديه شهادة، وهو عامل بناء، وأنه لا يناسب مستواهم المادي كسيارته؛ لأنها رخيصةٌ، وبيته المستقبلي سيكون في بناية مع إخوته- يقولون بأني جميلةٌ وألف شاب يتمناني، وهذا لا يساوي شيئًا، أي أنه ليس من مقامي، بالإضافة إلى أنهم خائفون من كلام الناس، ماذا سيقولون عنا إن رضينا أن نزوجك إلى من جاء من هذا البلد؟! كأنها دون المستوى!
أهلي لم يسألوا عن الشاب، ولا عن عائلته أبداً، وقالوا فيه ما ليس فيه، فقط يتكبرون على خلق الله لأنهم يملكون أموالاً أكثر -أنا أرفض رفضاً تاماً هذه الأسباب، وأراها غير مقنعة- أنا أعرف الشاب جيداً وتفكيره، يعمل ويأخذ أجره بالحلال، وعائلته أتقياء، ولا يوجد ملاحظة واحدة عليه وعلى عائلته، إلا كل خير.
أهلي يتفاخرون بجمالي وشهادتي، ويعاملونني كسلعة تجارية أساوي أكثر من هذا الرجل -نظراً لأنه تقدم لي الكثير من الخطاب مسبقاً من ذوي الحالة المادية الأغنى-. أنا أحب الشاب، ولا أريد غيره، وهو كذلك -فقد كنا على علاقة مسبقة- إذا سألوا عنه وأثبتوا لي أنه غير ما أعرف، وأنه سيء الخلق والدين، فعندها يحق لهم عضلي.
أبي في البداية وافق، وسمح له ولعائلته بالقدوم إلينا والتعرف، لكنه سمع معارضة من عماتي غير المتزوجات، وجدتي وإخواني، وهذا كله فقط من باب الاستحقار لهؤلاء الناس، أنا صعبت حالتي النفسية كثيراً، وتغيرت مع كل العائلة التي لا تعطي اهتماماً لقراري، كيف لعمتي أن تقرر لي من سيكون شريك حياتي وهي لا تعرفه أصلاً؟!
أشعر بالظلم الكبير والقهر من كل من في العائلة، نتيجة لذلك عذبوني نفسياً ويريدون إجباري أن أعود كما كنت سابقاً مرحة وأحب الحياة، حتى إنهم لا يحترمون الأذى النفسي الذي ألحقوه بي، وينتظرون أن أستقر نفسياً مما فعلوه بي، ومن الكلام الذي سمعته، هل بكبسة زر يعود الإنسان كما كان مع أشخاص أهانوه وعنفوه نفسياً بأقبح الكلمات، وأنني سأسبب لهم العار؟! لا يعرفون كيف يتصرفون، ولا يملكون أدنى طرق التواصل السوية.
أنا لم أر قط حنان أبي وإخوتي، لم أسمع كلمة جميلة بحقي منهم، يمنون عليّ بأنهم أركبوني سيارة فاخرة، وأنهم قاموا بتسفيري ووو... فقط ماديات، أنا أبحث عن الحنان والرجولة الحقيقية، ووجدتها بهذا الشاب، فضلت أن أسكت وأن لا أتكلم مع أحد إلا بما هو مهم وداخل حدود البر؛ لأن نفسيتي متعبة، كل يوم أنام وأنا أبكي من القهر، وقد تراجعت صحتي، وأشعر بنغزة في قلبي كل يوم.