السؤال
السلام عليكم
أنا -يا شيخ- فتاة -الحمد لله- على خلق ودين، متعلمة، وأملك من النعم التي منّ الله عليّ الكثير، وراضيةٌ بحياتي، كانت قد تمت خطبتي منذ سنوات -وللأسف- قد فسخت، ومنذ ذلك الحين يتردد عليّ عددٌ من الخطّاب الذين كنت أرفضهم لأسباب مختلفة، وآخر شخصٍ كان رجلاً مطلقاً قد تقدم لي، وعند سؤالي له عن سبب الانفصال؛ ما لبث يتحدث عن خصال زوجته السابقة، أنه تعرض للخداع، وأنها كانت تعاني من الكثير من الأمراض العضوية والنفسية، وأنه كان يعاني بسببها، ولم يتوقف عن الحديث عن مواضيع أكثر من هذه، والغريب أنه بعد طلاقها منه تزوجت واستقرت، والأغرب من هذا أن أصدقاءه على علم بمشاكله، والمشكل أن زوجته السابقة كانت تعاني من فقر دم بسيط، وهو يمدح نفسه طوال الوقت ويعدني أنه سيجعل حياتي جنةً، ولكن للأسف لم أستطع تصديقه، ولا تقبّل حديثه عن زوجته، والتي أصبحت متزوجةً بهذا الشكل.
أنا رفضت هذا الشخص على الرغم من كونه شخصاً ثرياً، ولكن في كل مرة يتم لومي على عدم قبولي به، وينعتونني بأن عدم زواجي راجعٌ لاختياراتي الصعبة وشروطي، وعدم القبول الذي أبديه للخاطبين، ولكن أنا في الحقيقة لا أضع أي شروط مادية، أنا أبحث عن شخصٍ بسيطٍ ومتواضعٍ ويخاف الله، وفي كل مرة أصلي الاستخارة في أي أمر من الأمور وأترك أموري لله، رغم تمتعي بحرية التصرف كنت دائماً أربط تصرفاتي بتقوى الله، لم أقم بأي علاقات محرمة، وأرفض أي تواصل محرم مهما كان السبب، أرغب في الزواج وتكوين أسرة، ولكن كل من تقدم لخطبتي ليس أهلاً لذلك أو تتوقف لسبب معين أو بدون سبب.
أنا أؤمن أن الزواج نصيبٌ مكتوبٌ، وأن قبولي أو رفضي لا يغير القدر، وأدعو الله كثيراً أن يرزقني ويرضيني بالزوج الصالح الذي يرضاه لي، ولكن كلام الناس أصبح يزعجني، ورؤيتي للجميع من حولي يتزوجون بالأشخاص المناسبين لهم تجعلني أتساءل هل يجب أن أتغاضى عن بعض الأمور؟
جزاكم الله كل خير.