السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا شاب خرجت من بلدي مع أهلي لدولة أجنبية بعيدة، منذ ثمانِ سنوات تقريبًا، ولم أذهب إلى المدرسة طوال هذه الفترة، وليس عندي أصدقاء، وجالس في الغرفة طوال الوقت، ولا أعلم إن كان هذا سبب مشكلتي؟
ومنذ ستة أشهر أصبحت متعبًا نفسيًا ومكتئبًا، وحزينًا طول الوقت، لدرجة أنه أصبحت لدي رغبة في الموت، وفراق هذه الدنيا؛ لأني أرى أن هذه الحياة دار مؤقتة، ومليئة بالمشاكل، ولا تستحق أن نتعب أنفسنا ونتصارع عليها، كما أن عندي خوفًا من الفتن القادمة في هذا الزمان، ومن أن يموت شخص عزيز علي تركته في بلدي وأنا بعيد عنه.
أنا عندي حسن ظن كبير بالله، ولست يائسًا من رحمته، وأنني إذا مت الآن فسيدخلني الله الجنة، وسأرتاح من هذه الدنيا، ولن أرى فيها متاعبًا.
أنا حزين على نفسي؛ لأني أصبحت شخصًا انطوائيًا، وشخصيتي ضعيفة، وقليل الكلام، حتى مع أبي وأمي، ولا أستطيع التحاور مع الناس، وأشعر أني مستحقَر من نفسي، ومن مَن حولي.
حتى في الصلاة، وقراءة القرآن، لا أخشع ولا تدمع عيني، ولا أي شيء.
ليس عندي هدف في الحياة، وحياتي عبارة عن أكل ونوم، وأهلي يلومونني، ويضغطون عليَّ نفسيًا بالكلام الجارح، لكن ليس عندي خيار آخر؛ لأني لا أحب إلا الجلوس مع نفسي.
أنا محافظ -بفضل الله- على الصلوات، والنوافل، والقرآن، وأجتهد في طلب العلم، لكني مع هذا لا أشعر أني مرتاح نفسيًا، وأشعر أني قريب من الله، وجاهز لملاقاته.
الخلاصة: أنا لا أريد العيش في هذه الحياة بدون سبب.
بارك الله فيكم.