الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أريد مساعدة الشاب لكني قلقة من تبعات ذلك على ديني!

السؤال

السلام عليكم

أنا بنت متحجبة، -الحمد لله- وأحفظ القرآن، وعلى قدر يسير من العلم في الدين، لأني أقرأ فيه كثيراً، وأنا كنت في مجموعة تخص الدراسة، وكنت أرسلت في المجموعة بأني لدي مشكلة، وأريد من يساعدني، ففي هذه المجموعة من يرسل مشكلته يجد من يساعدونه في حلها.

أنا أرسلت بمشكلتي وقام رجل وكلمني على الخاص، وأفادني بالحل، ورددت عليه بشكل معتاد، وبعدها قام يكلمني، وعلمت أنه كان عنده مرض وربنا شفاه منه، وهو ذو نفسية متعبة جداً، وأنا كنت أكلمه لأجل أن أساعده، لعل وعسى أن أكون سبباً في إدخال السرور له، وعلمت أن كلامنا هذا حرام، فقلت له: لا يصح أن نتكلم مع بعض، فغضب، وقال لي: كما تحبين.

أوقفت كلامي معه تماماً، خوفاً من الذنب، وللعلم كلامي معه كان في حدود الدراسة فقط، وهو حالياً صار يراسلني، ويقول: إنه رجع له المرض وصار متعباً نفسياً، وفي دماغه فكرة الانتحار، لأنه لا يستطيع تحمل أي شيء، وهو وحيد، وعنده مشاكل مع والده، لأنه يضغط عليه لأجل الدراسة، وليس لديه من يتحدث معه.

أنا أحب أن أساعده، وأخاف من الذنب، وفي نفس الوقت أخاف أن أكون سبباً في إيذاء نفسه، وخصوصاً أن نفسيته تعبانة جداً، فأرجو أن تساعدوني، لأني أيضاً صرت متعبة جداً من الموضوع، وأحس بالذنب الشديد، وما وجدت حلاً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Alaa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشعر بالأسف لما تمرين به، والحالة الصعبة التي يمر بها هذا الشاب، يبدو أنكِ قد وقعتِ في موقف معقد؛ حيث ترغبين في مساعدته، ولكنكِ قلقة بشأن تبعات ذلك على دينك، وعلاقتك به.

فيما يلي بعض الإرشادات التي قد تجدينها مفيدة:

- من المهم أن تحافظي على الحدود الشرعية في التواصل مع الجنس الآخر. يمكنك التوضيح له بلطف أنك تودين مساعدته، ولكن لا يمكنك التحدث معه بشكل مباشر بسبب قيود شرعية، وأن الشيطان حريص على أن يوقع المسلم والمسلمة في المعصية بالتدريج. ﴿ یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تَتَّبِعُوا۟ خُطُوَ ا⁠تِ ٱلشَّیۡطَـٰنِۚ وَمَن یَتَّبِعۡ خُطُوَ ا⁠تِ ٱلشَّیۡطَـٰنِ فَإِنَّهُۥ یَأۡمُرُ بِٱلۡفَحۡشَاۤءِ وَٱلۡمُنكَرِۚ وَلَوۡلَا فَضۡلُ ٱللَّهِ عَلَیۡكُمۡ وَرَحۡمَتُهُۥ مَا زَكَىٰ مِنكُم مِّنۡ أَحَدٍ أَبَدࣰا وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ یُزَكِّی مَن یَشَاۤءُۗ وَٱللَّهُ سَمِیعٌ عَلِیمࣱ﴾ [النور ٢١].

- أشيري عليه بأن يتحدث مع أحد الأقارب أو صديق مقرب أو مستشار نفسي، والحالات النفسية الشديدة والأمراض، مثل السرطان، تحتاج إلى دعم متخصص، ولا يكفي أن يتواصل معك فقط.

- لا تنسي أن تدعي له بالشفاء والصبر، والدعاء سلاح قوي ويمكن أن يكون له تأثير كبير في شفاء مرضه، ويمكنك توجيه النصيحة له بأن يدعو لنفسه أيضًا، ﴿وَإِذَا مَرِضۡتُ فَهُوَ یَشۡفِینِ﴾ [الشعراء ٨٠]، وغلق هذا التواصل.

- إذا كنتِ قلقة بشأن سلامته، فيمكنك محاولة التحدث مع شخص آخر قريب منه أو في محيطه، يمكنه التحقق من حالته وتقديم الدعم اللازم له.

- تأكدي من أنك تعتنين بنفسك أيضًا، ولا تتحملين عبء القلق بمفردك، وتحدثي مع شخص تثقين به للحصول على الدعم المناسب لحالته، حتى تتخلصي من القلق وتشعري بالارتياح.

تذكري أن نيتك الطيبة واضحة، وأنك تحاولين فعل الصواب، والله يعلم بنياتك، ويقدر قلقك بشأن هذا الشخص.

الخلاصة:
- قطع العلاقة نهائياً، وليس دورك أن تتابعي حالته، فقد يكون كاذباً، وهذا الكلام الذي يقوله فقط لاستدرار العطف والتواصل معه لأنه يحتاج لعناية! ولا
- إذا كان بالإمكان إنشاء مجموعة لكم أنتم كبنات تخص الدراسة؛ حتى تتعلموا من بعضكم، وتساعدوا بعضكم، عوضاً عن الحاجة لمجموعة الرجال؛ فهذا الأولى والأفضل والآمن.

وفقك الله.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً